ليهن الذي تسري إليك ركابه

لِيَهنِ الَّذي تَسري إِلَيكَ رِكابُهُ

يُسايِرُ في الوَجهِ العَبوسِ بِها بِشرُ

فَأَوَّلَ ما يَمشي يُحاضِرُهُ العُلا

وَأَوَّلَ ما يَسري يُطالِعُهُ الفَجرُ

وَأَوَّلَ ما يُمسي يُضيءُ لَهُ الدُجى

وَأَوَّلَ ما يُضحي يُطالِعُهُ الزَهرُ

وَإِن كانَ مِن صَرعى حُروبِ زَمانِهِ

فَقَد جاءَ نَصرُ اللَهِ فَليَهنِهِ النَصرُ

أَيادٍ هِيَ البَحرُ الَّتي لَو وَصَفتُها

بِأَفعالِها يُمناً إِذاً نَفِدَ البَحرُ

وَفي البَحرِ أَصدافٌ وَدُرٌّ مُجَزَّعُ

وَصَيدٌ وَهَذا البَحرُ أَجمَعُهُ دُرُّ

وَذاكَ لَهُ عَبرٌ وَمَقصىً وَغايَةٌ

وَبَحرُكَ في الإِحسانِ لَيسَ لَهُ عَبرُ

تَغَنَّم أَحاديثي عَنِ المَجدِ وَاِقنَها

فَأَنتَ الَّذي تَبقى عَلى الدَهرِ وَالذِكرُ

يَدُ الجودِ عِندي مِن يَدَيكَ عَظيمَةٌ

وَأَعظَمُ مِنها عِندِيَ الحَمدُ وَالشُكرُ

وَمَجلِسُكَ الأَعلى المُطَهَّرُ مَسجِدٌ

فَما قُلتُ خُذها خيفَةً أَنَّها خَمرُ

وَما اِستَغرَبَت عَينايَ قَفراً فَإِنَّني

خَرَجتُ وَبَيني مِثلُهُ صَفصَفٌ قَفرُ

وَلَمّا رَأَيتُ الجَيشَ في عَرَصاتِهِ

وَوَفدَ نَداهُ قُلتُ هَذا هُوَ الحَشرُ