من لي به بدر كله

مَن لي بِهِ بَدرَ كِلَّهْ

قَد حازَ قَلبِيَ كُلَّهْ

فَهَل تُرى يَتَعَزَّزْ

وَالعِزُّ في الحُبِّ ذِلَّهْ

رَضيتُ فيهِ مُصابي

فَما عَلى الناسِ مِنّي

وَراحَتي في عَذابي

فَلَو مَضى ذاكَ عَنّي

لَاِشتاقَ قَلبي لِما بي

فَهَل عَلِمتُم بِأَنّي

أَمسَيتُ أَحمِلُ مُقلَهْ

مِنَ المَنامِ مُقِلَّهْ

لَو زارَها الطَيفُ أَعوَزْ

نَومٌ يَكونُ مَحَلَّهْ

مَزَجتُ مِنها كُئوسا

تَجلو الدُجى بِشُعاعِ

إِذا تَجَلَّت شُموسا

وَقامَ لِلَهوِ داعِ

فَالرَوضُ يُجلى عَروسا

قَد سُوِّرَت بِشُجاعِ

أَشجارُها مِثلُ كِلَّهْ

فَالرَوضُ مَطرحُ بِذلَهْ

لَهُ مِنَ النَهرِ فَروَزْ

فَاِنظُر إِلى صَنعَةِ اللَهْ

قَد جَدَّدَ اللَهُ سَعدا

لِلمُلكِ مِن آلِ سَعدِ

بِأَنفُسِ الخَلقِ يُفدى

وَإِن أَبَوا كُنتُ وَحدي

سُيوفُهُ لَيسَ تَصدا

وَلا تَقَرُّ بِغِمدِ

ما زالَ دونَ المَظَلَّهْ

يَجلو الخُطوبَ المُظِلَّهْ

فَنُونُها قَد تَطَرَّزْ

بِالنَصرِ مُذ سَلَّ نَصلَهْ

تُثني عَلَيهِ الأَسِنَّهْ

بِما يَقولُ وَيَفعَلْ

وَجهٌ مُجَلّي الدُجُنَّهْ

في كَفِّهِ النارُ تُشعَلْ

في نَظرَةٍ مِنهُ حَملَهْ

عَلى الجُيوشِ المُطِلَّهْ

بِجَيشِ رَأيٍ مُجَهَّزْ

يُرى عَلى أَلفِ فِعلَهْ

وَغادَةٍ بِنتُ عَنها

سَرَت وَلِلدَمعِ رَشَّهْ

بِلَوعَةٍ لَم تُبِنها

لَولا تَعَرُّضُ دَهشَهْ

كَم باتَ عُصفورُ نَخلَهْ

مَعَ العَصافيرِ جُملَهْ

وَباتَ قَلبي مُفَرَّزْ

وَحدي وَما بِتُّ مِثلَهْ