همومي أراها اليوم من أمسها أسمى

هُمومي أَراها اليَومَ مِن أَمسِها أَسمى

فَلا يَذكُرِ العُذّالُ هِنداً وَلا أَسما

وَما كُنتُ أَيّامَ الشَبابِ بِجاهِلٍ

وَلَكِن يَومَ الشَيبِ قَد زادَني عِلما

مَضى أَمسِ عِنّي وَاِنقَضى اليَومُ بَعدَهُ

وَلَيسَ غَدٌ مِنّي فَلِمْ أَحمِلُ الهَمّا

أَما تَشبَعُ الأَيّام لَحمي عَرَقتَهُ

عَنِ العَظمِ حَتّى تَصْدَعَ اللَحمَ وَالعَظما

قَضى الجَورُ عَدلاً بَينَ جِسمي وَقَلبِهِ

زَمانَ يُوَفّي ذا وَذا الهَمّ وَالسُقما

وَهانَ عَلَيَّ الحادِثانِ كِلاهُما

فَلا أُسمِعُ الأَيامَ حَمداً وَلا ذَمّا

تَوَطَّأَ مِنّي صَخرَةً وَتَظُنُّها

إِذا آهِ لَم أُعلِن بِها صَخرَةَ صَمّا

وَما تَعرِفُ الأَيّامُ قَدري لِجَهلِها

وَإِنّي وَإِبّاها لَكالشَمسِ وَالأَعمى

وَكُنتُ أَرى بِالأَمسِ دَهري مُحارِباً

إِلى أَن عَلِمتُ اليَومَ أَن كانَ لي سِلما

وَما كانَ إِلّا ظالِماً غَيرَ أَنَّهُ

تَفاوَتَ في يَومَيهِ إِذ زادَني ظُلما