يا ذا الذي مرج البحرين خاطره

يا ذا الَّذي مَرَجَ البَحرَينِ خاطِرُهُ

بِحراً مِنَ العِلمِ أَو بَحراً مِنَ الذَهَبِ

لِم خَمرَةُ الرومِ تَنهى اليَومَ سائِلَها

وَقَد سَنَنتَ إِلَينا خَمرَةَ العَرَبِ

حاشاكَ في كُلِّ فِعلٍ مِن مُناقَضَةِ

فَرَّقتَ في الفِعلِ بَعدَ الجَمعِ في النَسَبِ

لِأَكتُبَنَّ عَنِ السُلطانِ مُحتَسِباً

وَالسَيفُ أَصدَقُ ما يُنبيكَ عَن كُتُبي

بِالنَهيِ عَن كُلِّ خَمرٍ لِلعُقولِ بِها

سُكرٌ وَأَسلبُ مِن خَمرِ اِبنَةِ العِنَبِ

فَاِشغَل لِسانِيَ أَن يُنهَى بِسَكرَتِهِ

فَأَلسُنُ السُكرِ لا يُعرِبنَ عَن أَرَبِ

وَسَقِّني خَمرَةً لِلعَقلِ مُطرِبَةً

فيها فَما طَلَبي مِنها سِوى طَرَبي

مِن كُلِّ بَيتٍ كَبَيتٍ أَنتَ ساكِنُهُ

كِلاهُما في المَعالي سَيِّدُ النَسَبِ

هَذا وَكُلُّ يَدٍ إِن لَم تُفِد وَتُفِت

وَتَحتَوي قَصَبَ العَلياءِ بِالقُضُبِ

فَلا وَهَتها قَناةٌ لا وَلا قَلَمٌ

فيها فَتِلكَ يَدٌ حَمّالَةُ الحَطَبِ

نَظمٌ كَمَنظومِ حَبِّ الدُرِّ أَرشَفَني

مِن خَمرَةِ الحُبِّ لا مِن خَمرَةِ الحَبَبِ

أَشِعَّةٌ تَحتَ سُحبِ الكَأسِ رائِعَةٌ

تَكسو المَفاليسَ أَكماماً مِنَ الذَهَبِ

حَتّى كَأَنَّ قَميصي حينَ تَنفُذُهُ

قَميصُ يوسُفَ وافى بِالدَمِ الكَذِبِ

فَالآنَ قَد حَمَلَت آلاتِها حَطَباً

قُم يا زَمانُ إِلَيها بَل أَبا لَهَبِ