يا شجاع بن شاور بن مجير

يا شُجاعُ بنَ شاوِرِ بنِ مُجيرِ

يا كَبيراً يَنميهِ كُلُّ كَبيرِ

القَديمَينِ في زَمانٍ قَديمٍ

لا الجَديدَينِ في زَمانٍ أَخيرِ

تُشرِقُ الأَرضُ مِن وُجوهِكُمُ الغُر

رِ بِسُرجٍ مِن قَبلِ سُرجِ النورِ

بَشَّرَ اللَهُ آدَماً بِأَبيكُم

فَاِبتَدا البِشرُ وَقتَ ذاكَ البَشيرِ

جاءَ طَبعاً لِلخَيرِ يَغلِبُ ما في

كُلِّ طَبعٍ مِن كامِناتِ الشُرورِ

أَيُّما أَلسُنٍ وَأَيُّ وُجوهٍ

هِيَ أَكفاءُ مِنبَرٍ وَسَريرِ

وَرُبيتُم وَالجودُ مَعكُم تَرَبّى

في جُحورِ السَحابِ لا في الحُجورِ

وَرَبا الجودُ في يَدَيكُم إِلى أَن

فاضَ فيها وَلا تَقُل كَالبُحورِ

تِلكَ مِلحٌ حَقٌّ كَما أَخبَرَ اللَ

هُ أُجاجٌ وَفَضلُكُم كَالنَميرِ

ساعَةً جاءَ مِن أَبيكَ لَهُ اِبنٌ

كانَ مَبدا التَهليلِ وَالتَكبيرِ

يَكمُنُ الماءُ في السَحابِ حَياءً

مِن نَداهُم وَيَختَبي في البيرِ

كُلُّ شَيءٍ مِنّي لَهُ مِنهُ شُغلٌ

فيهِ روحي وَراحَتي وَسُروري

جودُهُ في أَنامِلي وَثَناهُ

في لِساني وَوُدُّهُ في ضَميري

يا مُسيءَ الظُنونِ بِالدَهرِ يَأَتي

نُجحُهُ فيكَ قَبلَ وَعدٍ نَكيرِ

وَأَياديهِ كُلُّها عَزَماتٌ

قاطِعاتٌ عَلائِقَ التَأخيرِ

لِلصُدورِ الصُدورُ في كُلِّ حَفلٍ

فيهِ أَهلُ الصُدورِ غَيرُ صُدورِ

وَكَثيرٌ وَالخَيرُ فيهِم كَثيرٌ

ثُمَّ لا خَيرَ بَعدَهُم في كَثيرِ

يَلبَسونَ الأَعراضَ بيضاً وَمُلساً

فَاِرجِعِ السَمعَ هَل تَرى مِن فُطورِ

أَطيَبُ المَيِّتينَ ريحَ قُبورٍ

وَالثَناءُ المَبثوثُ ريحُ القُبورُ

فَتَراهُم لَوناً وَبَرداً وَطيباً

وَسَلاماً كَالنَفحِ مِن كافورِ