يمينك أخت الغيث إن ضلت السحب

يَمينُكَ أُختُ الغَيثِ إِن ضَلَّتِ السُحبُ

وَوَجهُكَ تِربُ البَدرِ إِن أَظلَمَ الخَطبُ

وَمَن نالَ يَوماً بعضَ ما أَنتَ نائِلٌ

فَمِن عَجَبٍ أَلّا يَكونَ بِهِ عُجبُ

لَكَ اللَهُ حَمّالَ المَشَقَّةِ في العُلا

وَمِن عَجَبٍ أَن يَستَقِلَّ بِهِ قَلبُ

تَواضَعَ مَرفوعاً تَجاوَزَ قادِراً

فَفي قَدرِهِ بُعدٌ وَفي عَفوِهِ قُربُ

إِذا ما اِقتَنى الناسُ التَصانيفَ عِندَهُم

فَعِندَكَ ما فيها وَعِندَهُمُ الكُتبُ

وَإِنَّكَ مِن قَومِ أَنافوا عَلى المُنى

إِذا اِستُرشِحوا فاضوا أَو اِستُقدِحوا شَبّوا

وَإِن ساجَلوا أَوفَوا وَإِن وَعَدوا وَفَوا

أَو اِستُنهِضوا قاموا أَو اِستُصرِخوا هَبّوا

أَكُفُّهُمُ سُبطٌ وَأَعراضُهُم حِمىً

وَأَقوالُهُم فِعلٌ وَأَموالُهُم نَهبُ

وَلَفحُهُمُ حَتفٌ وَنَفحُهُمُ غِنىً

وَوَثبُهُمُ عَدوٌ وَخَطوُهُمُ وَثبُ

لَقَد أَصحَبَت فيكَ المَعاني وَأَصبَحَت

ذَلولاً وَمِن عاداتِها الغَشمُ وَالشَغبُ

يَفِيءُ عَلَيكَ الشُكرُ ما وَفَت اللُهى

وَتَهوي إِلَيكَ الطَيرُ ما اِنتَثَرَ الحَبُّ

فَإِن صَدَمَ الأَقوامَ فَالشامِخُ الذُرى

وَإِن هَزَّت الحاجاتُ فَالغُصُنُ الرَطبُ

لَقَد قَسَموا فَرضَ النَدى وَقَسَمتَهُ

فَمِنكَ لَنا عولٌ وَمِنهُم لَنا حَجبُ