أحب فمن ذا الذي أخلفه

أحَبَّ فمَن ذا الذي أخلَفَهْ

ومَلَّ فمن ذا الذي استعطَفَهْ

فلا أحدٌ في الرضا ساءَهُ

ولا أحد في القلى عنَّفَه

وكان زكيّاً كما قد علمتُ

فما ذا التعدّي وما ذا السَّفَه

وفي الناس من يتجنّى الذنوبَ

وذا قد تجاوز حدَّ الصِّفَه

ولا كلُّ مَن كانَ ذا قوَّةٍ

يناوي الضعيفَ إذا استضعفه

وزعَّمني صدفاً خاوياً

من الدرِّ مثل الذي صرَّفَه

ولو شئتُ عرَّفتُه مَن أنا

وإن كانَ لي جيِّد المعرفَه

وإبليس يعرف مَن رَبُّه

ولكنَّ طغيانه سرَّفه

سأحلم حتى يقولوا شأى

معاويةَ الحلمَ أو أحنَفَه

لأن ركائب عهد الوفا

على طلل العهد مستعطَفَه

وما أولَعَ المرء بالموبقات

وعند الحقائق ما أضعفَه

تراني أُحَبِّكُ طول الحياة

لساناً بما ساءَه أو شَفَه

أأهجوه حتّى يقول الأنامُ

أنَصرٌ هجاه لقد شرَّفَه

وسَل مَن تعرَّض لي في الهجا

ءِ عن عِرضِه أين قد خَلَّفَه

وذو الجهل ينصف من ضامه

سَفاهاً ويظلم من أنصَفَه