ألا يا من إذا ولوه جارا

ألا يا مَن إذا وَلَّوهُ جارا

ألستَ ترى محبَّك كيف صارا

ويا قمراً ينير الحيل ليلاً

وشمساً تشرق الكلا نهارا

فديتُك لم أقسكَ بغصن بانٍ

ولا شَبَّهتُ خدَّك جلَّنارا

وكيف وأنت معدن كلِّ حسنٍ

إذا ما عُدَّ كنتَ له قرارا

وليس يتمُّ حُسنُ الخَلق إن لم

يكن من بعض حسنك مستعارا

لخلقك نسخة في اللوح كانت

تَخَيَّرَها مُكوِّنُها اختيارا

فكيف وقد نشأتَ اليوم فينا

تطيق قلوبنا عنك اصطبارا

فمَن تجفوه لن يرجو حياةً

ومَن واصلتَه لم يخشَ عارا

بحبِّك صار عاشقُك المُعَنّى

على العشّاق يفتخر افتخارا

إذا ما عَيَّروني فيك قالوا

حبيبك لا يزور ولن يُزَار

فقلتُ لهم رضيتُ به حبيباً

ولا وحياتِه ما ذاقَ عارا