وشمس خدور لو بدت من خدورها

وشمس خدورٍ لو بدت من خدورِها

لرضوان أزرَت بالجنان وحُورِها

إذا ما بدت لو لم يكن ماءُ وجهِها

يدافع عنّا لاحترقنا بنورِها

إذا ما أجالت طرفَها سجد الهوى

لأجفانها من غنجها وفتورِها

تَعلَّم غصنُ البان من حركاتها

فنوناً وما يأتي بعُشر عشيرِها

يُرى حَليُها من حسنها متزيناً

ومن طِيبها يزدادُ طِيبُ عبيرِها

إذا مسها لينُ الحريرِ فجسمُها

ينعِّم ما قد مسَّها من حريرها

لها نعمةٌ لو في المعاد تقسمت

لعاشت بها الموتى الى نفخ صُورها

ولو ضربت بين القبور بنَغمةٍ

لقهقهتِ الموتى لها من قبورِها

لو اَنَّ سليمانَ النبيَّ يخالُها

توهَّمها بلقيسَ فوق سريرِها

فتاةٌ لها عندي حديثٌ وإنما

لواحظُها قد حدَّثَت عن ضميرِها

تُؤخِّر عن قلبي نصيبَ سرورِه

وقد عَجَّلت للعين بعضَ سرورِها

إذا جئت عطشاناً إلى ماء وصلها

فما يُنقَع الصادي بصفو غديرِها

لها صدقُ إعراضٍ وزُورُ تعرُّضٍ

فيا حَسرَتا من صدقها لي وزُورِها

تُرضّي خيال الناس عند مغيبها

وتُبدي إشارات المنى في حضورِها

وقولوا لها إني أسيرٌ بحبِّها

فهل عندها من رحمةٍ لأسيرِها

ستتلف روحي وهي روحٌ خطيرة

لئن بخلت عنّي ببذل خطيرِها

فإن أحسنت جازيتُ ذاك وإن يكن

غروراً فلا جازيتُها بغرورِها

فيا سُؤلَ قلبي أوضِحي مسلك المُنى

لروحي فقد حَيَّرتِها في أُمورها

أجَنَّة وصلٍ نرتعي في نعيمها

أنارُ صدودٍ نصطلي في سعيرِها

فإنَّ حراماً أن تُعَرَّض مهجة

لموتٍ ولم يُعلَم مكانُ مصيرِها

فها أنا روحي في السياق فزَخرفي

جِنانَ مناها وابعثي ببشيرِها

وشاهدُ ما ألقاه مني رسالتي

أتَتكِ سطورُ الدمع فوق سطورِها