أحسن عزاك فخير الصبر في الجزع

أحسن عزاك فخير الصبر في الجزع

إِذا جرى الصبر مجرى الصبر في الجزع

إياك تحزن فالمحزون يرفل في

ثوب من الذل منشوراً على الهلع

وفوض الأمر للباري بعضك بما

فوضت أجراً وأجر الموت والوجع

فما لحي دوام لو بقي زمناً

بمثل ما قد نعى عند البغاة نعي

فإن مثلك لم يحزن على أحد

لكن عليك فلا تأمن من الصرع

واحذر مفاجأة للموت غائلة

واحذر مقامك بين الهول والفزع

فالموت قنطرة والكل عابرها

والفرق ما بين أهل الجهل والورع

إن السعيد الذي يلقى المصائب في

جيش من الصبر شهم القلب مجتمع

يا أحمد يا وحيد الدهر كن جبلا

على الحوادث صلدا غير منصدع

فما ضجيعك بدعا في الفراق ولا

هذا التفرق معدوداً من البدع

هون عليك فهذي حرة نزلت

بمنزل في جوار اللَه ممتنع

في صرة من صفايا الحور تخدمها

ومن ملائكة الرحمن في جمع

حتى تعانقها في السرمدي غدا

في راس قصر من الفردوس مرتفع