أذاب فؤادي ذكر ليلى ومن لها

أذاب فؤادي ذكر ليلى ومن لها

أجد السرى قصداً وما دونهنا لها

أنا الهائم المولوه صبّاً بحبها

يغادر إيلاهي الخليين ولها

إذا عن لي ركب إليها مشملا

أبل ثيابي بل عيني وبلها

ولي كبد حرى إليها متى متى

أقبل خديها لأنقع غلها

لقد سلبت عقلي اشتياقاً لوصلها

وعيسي لها شوقاً تقطع عقلها

حياتي مماتي إن تطاول هجرها

حياتي مماتي إن تجدد وصلها

سألت الذي أحيا العظام رميمة

وقد كان أبلاها البلى وأقلها

لينسخ آيات الفارق بآية

تقربني زلفى وإن شحطت لها

فألثم خديها وأرشف ظلمها

وألزم عطفيها وأمسح خدها

أطوف سبوعاً كل ركن مقبلاً

وللحجر الملثوم أردف قبلها

وأشرب من ما زمزم ثم أنتحي

إلى مروة المسعى فأدرك فضلها

وعند الوفود الراحلين إلى متى

أروح أدحى بالأباطح ففلها

وبتنا إلى أن بالجبال بدت ذكا

ومذ أقلصت فوق السناحب ظلها

مررنابوادي محسر ثم مشعر

وجمع وحادي العيس يزجر فضلها

ومن عرفات أسأل اللَه رحمة

ومحو ذنوب قد تعلقت سجلها

إلهي ومعبودي ومولاي خالقي

فلا تتركني بالذنوب مولها

فعفواً وإحساناً ولطفاً ورحمةً

وستراً لزلات عبيدك زلها

وليلة جمع يرحم اللَه جامعاً

حصاها وفي ما عونها قد أقلها

ومن حيث أحللنا على عقب رمينا

فعجنا ويممنا القلائص هجلها

فراحت بنا الآمال فوق رحالنا

إلى طيبة طابت بمن قد أحلها

عليه صلاة اللَه ما العيس أرقلت

إليه وليلى والسرى ما أكلها

إليك رسول اللَه مني تحيةً

ومحمدةٌ إذا أنت قد صرت أهلها

تزورك عني مذ وقفت محامل

عليك فملا حيثما السمع ملها

أخاتم كل الأنبياء وزلفة

لباريك بالألطاف قد كنت قبلها

وأنى مديحي فيك واللَه مادح

فعالك في القرآن رتب فضلها

ولكنني عبد بنى فيك نطقه

مدائح في كل النوادي أملها

أرجيك لي يوم القيامة شافعاً

وقد نظرت فيه الخلائق فعلها

فإن كنت لي يوم القيامة شافعاً

فلم أخش تكبيل الحجيم وغلها

سل اللَه لي عفواً يقيني بها برى

ويمصح في الدنيا من النفس جهلها

عليك صلاة اللَه حيّاً وميتاً

ولا عدماً منها ضجيعيك فضلها

مبارك يا ركني القوي وخنجر

إذا جئتما ليلى الشريفة قل لها

محبك يقريك التحية كلها

عسى تردد القبلان عندي لعلها

ولا تنسياني في المواقيت كلها

إذا أنتما وقفتماهن كلها

وبالكوكب الأضي لا تغفلانني

ولا تجعلا في النس إلاي شغلها

عسى يقبل المختار مني تحيةً

ومحمدةٌ فيه فيقبل جزلها

وقولاً له اللواح عبدك سالم

لكم طالب من سحب نعماك وبلها

عليه صلاة اللَه والصاحبيه ما

طوت قصده العيس الحزون وسهلها

وبعد فقد وافى كتاب مبارك

فغادرني بالشوق صبّاً مدلها

بكيت بكا الخنساء لما قرأته

وقد كاد عيني دمعها أن يصلها

وقل اصطباري والتسلي وأنتما

لليلى قطعتم حزنها ثم سهلها

وطوراً بكم تجري الجواري بشرعها

وذي في تباربها تلاعب خدلها

ويا ليتني في الركب لو كنت راعياً

وفي السفن لو أني تحملت دقلها

سألت إله العرش يجمع شملكم

بأهل لكم لا شتت اللَه شملها

على عقب لا يقضون فرضاً وسنةً

وتفل اكتساب بالتجارة جلها

ولا تغفلوا عن خاطر يوصى به

خلافكم الأعباء حمل ثقلها

وأصبح فرداً بعد جمع لكم بها

يكابد من ثقل الكآبة فحلها

فلا بحر ماء من ثناء ولا ندى

فقد قام بالحسنى وقوم عدلها

فوالدكما هذا وهذا أخوكما

غدا كهل حلم مذ تراءت كهولها

فإن تعطياه الحق حقاً عليكما

فبئس فروع القوم تظلم أصلها

فخاطر هذا في الزمان كخاطر

غريباً وإن حاز المكارم كلها

فعاش وعشتم كلكم طوع أمره

مصاحبة ما إن مللتم وملها