أقنع بما أنا فيه منه أقاسي

أقنع بما أنا فيه منه أقاسي

يا دهر أحداثاً بغير قياس

كلفتني شططاً وكل مكطلفٍ

لو كان رضوى لأن منه القاسي

وإذا امرؤ طالت به أيامه

ولقى الحوادث ذل منه العاسي

أنا ذو لقيت بذا الزمان وأهله

كبقا الجبا بمعاطن إدراسي

لا الدهر دهري لا ولا الأتراب أت

رابي به والناس ليس بناسي

نسخت همومي همتي مذ أنزلت

آيات ضعفي عند شيب الراس

رغباً لأيام الشباب وطيبها

واللَهو قبل تساقط الأضراس

من ذا يرق إلى غريب قد بقي

عن تربه بأراذل أنكاس

يا صاحب السبعين ناداك الردى

يبغي المسير لمنزل الأرماس

فلعل زادك للنوى أهبته

أو لم فأهب لا تكن بالناسي

لم تدر أية ساعةً يحدو بها

حادي المنايا قابض الأنفاس

يا للعجائب من مسن عالم

بالموت يهناه لذيذ نعاس

ثوبي من الأدناس مغسول ودي

ني غير مغسول من الأدناسي

متزهد في الناس أي تزهد

وإذا خلوت عصيت رب الناس

ضحكت بنا الآمال حتى أبطلت

أعمالنا بوساوس الخناس

نسهو ونلهو في غوايات الدنا

بمطاعم طابت وحسن لباس

فلنحن كالبهم الرتاع وهذه الدنيا

لنا كالروضة الميعاس

نرى كواكب زهرها وورودنا

غدرانها ومآلنا لكناس

والموت ملق بالكلا أشراكه

ليصيدنا كالقناص الخلاس

فيلسنا الموت الزؤام وما لنا

حول ولا ملجا عن الألساس