أما من بني حوا خليل محالم

أما من بني حواً خليل محالمٍ

يراضعني ثدي الوفا لا يفاطم

وذا مطلب مني عجيبٌ لأنه

عزيزٌ كعنقا مغرب لا تلائم

وهل مثل نفس المرء في القرب صاحب

تطاوعه طوراً وطوراً تفاقم

وكل امرئٍ بالعيب أو سم طبعه

ومنه له في قدرة اللَه واسم

ولم يسلم المخلوق من عيب عائب

سلمن الحجار الجامدات الصلادم

يقسمها الباني فيأخذ بعضها

ويترك منها بعضها وهو قاسم

رأيت الفتى من دهره وأهليه

وهم عند من كانت لديه الدراهم

فصن عنهم النفس الأبية إنهم

ففي كنف الباري وأنت ضائم

وإن تده بالجلى من الأمر فاستشر

فتى في جميع المستشارات حالم

ولا تبذل الشورى يقال لخمسةٍ

رواه ابن زيد جابر وهو عالم

غنيٌّ من الأقوام بمطره الغنى

ومفتقر من ماله فهو واجم

وسكران أو ذي حاجةٍ في خلائه

وذي العشق في بحر الهوى فهو عائم

ويا عجباً مني لغيري موقر

وأغلث بالأهوى التقي وأعاجم

نهاري وليلي في اشتغال بعيشةٍ

كما اشتغلت في رعيهن البهائم

ولم أشتغل بالصالحات لأنها

لم يبتغي جنات عدن سلالم

وأعلم أن الموت ضربه لازم

علام وما منا تقام اللوازم

أطعت هوى نفسي وللنفس قائد

إلى كل ما فيه عقاب ولائم

إذا المرء قادته من النفس شهوة

تندم حيث النفس بئس المنادم

هي النفس فيها العلم والحلم حادث

ومنبتها ظلم ومنها المظالم

فللظلم تلقاها له فهي رائم

عطوفٌ وللإيمان ليست ترائم

أغالبها كيما أنهنه غيها

فتأبى وحب النفس للنفس حاكم

ملامي لها لو ينفع اللوم مثلها

وهل تردع العاصي الشاقي اللوائم

تسالمني إن لم تنل ما تورمه

وإن بلغت آمالاها لا تسالم

وأعلم أني سالم إن عصيتها

وهيهات إن طاوعتها أنا سالم

وما حازم من لم تكن سبقت له

لطائف إقبالٍ من اللَه حازم

ألا إنما الآثار نصت صحيحةً

وقربها للحفظ بالنظم ناظم

إذا المرء أشيا خمسةً لم يدن بها

يكن علمه جهلاً وبانيه هادم

يقول فلا أدري ذنوبي معذب

عليها أم المولى عفاها وراحم

وعلمي أمقبول أأم رد سعيه

وأني شقي أو سعيد وسالم

أأم أدر أعمالي ففي اللوح سطرت

إلى جنةٍ أم حظها النحس جاحم

وخامسها لم أدر للكفر أم إلى

رضى اللَه بالإسلام تلك الخواتم

فذي خمسة جاءت على المرء درسها

وإن لم يجدد درسها فهو نادم

ويهملها إلا امرؤ ضل عاصياً

وأنى لها الإهمال وهي تمائم

أيا رب توفيقاً وعفواً ورحمةً

لقد كثرت منيي فيك الجرائم

وقابلت بالعصيان وجهك خلقي

كأني مظلومٌ وإني لظالم

أتيتك بالذنب الذي أنا قارف

وقد ملئت بالخوف مني الحيازم

إلى ورد حسناك ابتدرت وفي يدي

وعاً وهي آمالي عطاش حوائم

وإني لراجٍ منك عفواً ورحمةً

لأنك رحمن رحيم وراحم

فإن لم تكن لي عاصماً من مهاوش

فمن لي عن لفح النهابر عاصم

إذا سبقت لي منك مولاي رحمةً

فما ضامني ما عشت أو مت ضائم

أنا الهائم المشتاق عفوك والرضى

وكل حبيبٍ للحبيب فهائم

وإن كنت في دعوى المحبة كاذباً

لأن الحبيب الصب فيه علائم

إذا جنه ليل خلا بحبيبه

وليلي أقضيه وإني لنائم

وما لي دمع إن توجدت ساجم

ودمع الذي فيه التوجد ساجم

أنا الموجد الآثام حما جمعتها

ومن صالح الأعمال أني لعادم

فإن تعف عني فهي منك كرامةً

ومهما تعذبني فذو الدين غارم

بحب النبي المصطفلى متوسل

إليك لتمحو من كتابي المآثم

عليه صلاة منك حيّاً وميتاً

وأزكى سلامٌ منك بالفوز ناسم