إذا كان أولادي وأولاد أولادي

إذا كان أولادي وأولاد أولادي

فآباء أولاد وأبناء أجداد

وانأدن أضراسي وسمعي ومنظري

تناقصن بالأضعاف عن عادها العاد

وأصبح عندي ثالث وهو قائدي

وما حل من يمشي بطيئاً بمقواد

وبالأمس إني كنت للدهر قائداً

فأمست عصاي وهي من بعض قوادي

وعاد عدوي بعد ما شبت راحمي

وعاد حبيب النفس من بعض عوادي

فكيف لذاذاتي وجمعي لوارثي

وشحي لمجموعي وجودي بأنفادي

إذا كانت الستون عاماً تصرمت

بعمري وذي السبعون يحدو بها الحادي

ومات أبي قبلي وأمي وتربهم

وتربي وماتت إثر آباتي أولادي

وفي كل يومٍ للقبور وليلةٍ

فذا رائح منها إليها وذا غادي

فيا بئسها من نعمة عند هذه

ويا غم عمر في سغوب وإنكاد

وما هذه الدنيا وإن زخرفت لنا

لعمرك إلا فهي كفة صياد

وما الموت إلا قانص بحبالها

فأي امرئٍ منها بها غير مصطاد

نصاحبها هلكى على جمع مالها

ومهما اقترفنا ما حصلنا على زاد

تكلفنا الآمال حتى نطيعها

لتهديم إصلاح وتعمير إفساد

إلى أن علقنا بالذنوب رهانةً

ونادى المنادي بعد ما عدم الفادي

وداعي الردى في كل يومٍ يزورنا

ولا حيلة منا على دفع مرتاد

سنرحل عند الراحلين لجيرةٍ

رهائن أرماس أسارى بأصفاد

بأرض خلاء لا حبيب مواصل

ولا زائر منهم زيارة معتاد

وكم رائدٍ منهم إلى الحشر قد مضى

ولم يبق منه أجساد

ألا ليت شعري ما ألاقي وأجتني

أمن شجر أم غرس إرشاد

وهل أنا بعد الحشر للحوض واردٌ

أأم حيل ما بيني وما بين إيرادي

وهل أنا في الوفد الكرام لربها

أأم أنا في وفد له شر وفاد

وهل أنا في نار الجحيم مخلدٌ

أأم في جنان الخلد في جيرة الهادي

عليه صلاةُ اللَه حيّاً وميتاً

وأصحاب أهل الندى غرر النادي

فيا لهما داران دار سعادةٍ

ودار شقاءٍ ذات غم وأوصاد

أنا بك يا اللَه راجٍ مؤملاً

بلطفك عفواً يوم ميعاد

وإن تسقني اللَهم منك برحمةٍ

فانقع من سلسالها غلة الصادي

إذا أنا لم أنفق ولم أك مخبتاً

فأرجو بتوحيديك زلفى وإنشاد