حقيق إن بكيت دماً حقيق

حقيق إن بكيت دماً حقيق

تحمل عاتقي ما لا أطيق

ذنوباً لو بها ألقيت ميتاً

تحامتني القشاعم والأنوق

ولو سلمى أقل البعض منها

تهدم من ذراه وهو نيق

أو البحر المحيط جرت عليه

ذنوبي راح وهو بها غريق

ولو لفحت صعوداً وهو ثلجٌ

لأصبح معدناً منه الخريق

فكيف بأنني بشر سويٌّ

وأصلي مضغة ودم عليق

عجيباً ما تهد به الرواسي

وتحمله المفاصل والعروق

أنا الحي الذي قد مت حيا

أنا المأسور بالذنب الطليق

أنا السكران من صهبا ذنوبٍ

وسكران الذنوب متى يفيق

يقولون الشباب به فسوق

وعند الشيب ينفسق الفسوق

وبالشيب المواعظ ناصحاتٌ

وعند الشيب لا طبع طفوق

أراني والمشيب فقد علاني

أتوق للهوى من لا يتوق

وها أنا صرت عوداً أي عود

وأخلاقي وأطباعي حقوق

فتى الخمسين سني والسجايا

ابنة العشرين ديدنها الصفيق

ففي جمع المهاوش صار همي

وذلك للنهابر منجنيق

وعن سري وعن أكلي وشربي

وملبوسي ولهوي لا أفيق

ألا عفواً وتوفيقاً إلهي

فحبل رجاي فيك بك الوثيق