دع الخمول وخل المقت والكبلا

دع الخمول وخلّ المقت والكبلا

والق النجير على الوجناء مرتحلا

وعاص أَمّارة النفس الَّتي رغبت

في منزل الذل واعص اللوم والعذلا

ماذا مقامك في دار تُعَزُّ بها

أَهل الخَنا وتذلّ القادة الفضلا

دار بها الحرّ يؤذى واللئيم بها

مبجل في سمو سامكٌ وعُلا

وكيفَ يصغي الفتى للذل ممتَهَنا

واللَه قد قدّر الأَرزاق واكتفلا

فالمرء إِن كانَ يؤذى في مواطنه

فهو الغريب بها فليتخذ بدلا

وإِن وقى الغرب مني وهو مغترب

فحبذا وطنا للمرء إِن نزلا

يا حبذا ورق العجلاء في شرف

وبئسها نعمة في ذلة وقلى

دَعني ورحلي أَقر به وراحلتي

وهمتي واشتغالي واتخذ شغلا

بالدار دار وبالجيران لي بدل

وبالكلا ومراعيه وجدت كلا

إِن قال لي عاذلي بأبأ أَقول أَلا

وقال لي وطنا فافطن أَقول فلا

سأَترك العيس حَسرى في إمارتها

رواعفاً في براها سجّدا ذملا

حتى أَوافي بها داراً أَكون بها

عزيز قوم وعرضي المحض ما نُعلا

والمرء ما لم يكدّ النفس كارهة

ويبذل الجهد في نيل العلا بدلا

والمرء شيئان إِما راعياً إبلا

في دَهره أَو بياً أَو رعى نبلا

واعلم بأنك مقرون ومنتسب

إِلى القرين أَبيلا كان أَو نذلا

فاختر لنفسك من هذين أَيهما

لك القرين وخير النصح ما قبلا

وخير ما ادخر الانسان مدخرا

تقوى الإِله وخير القول ما فعلا

فالمرء ما لم يكن ذا فطنة ونهى

لا غرو إِن ركب الأَيام ما جهلا