لا طارف عاد عندي لا ولا تلد

لا طارف عاد عندي لا ولا تلد

في جدة فبلي يا جدة جدد

والمرء إن برئت من ماله يده

فما له أبداً في العالمين يد

ما ضاق صدر الفتى من ضيق ثورته

إلا وضاقت على أخلاقه البلد

واحر كبد غير أسر غربته

والجسم يبلى إذا ما حرت الكبد

إن أرقد الليل خالي البال بت على

مضاضة البين كالملوع أرتعد

وكيف يملأ عيناً بالكرى رجل

بجدة لا صديق لا ولا تلد

أنا الغريب غدت لي جدة وطنا

كأنها اللحد ما لي عند ملتحد

كأنني يونس لي جدة جعلت

حوتاً فلست بها أيدي ولا أعد

أحود كالطير فوق الوكر يرفعه

غيم من البين مسبوقاً به النكد

خان المعينان لي صبر وحسن عزي

وأوفيا المتعبان الحزن والسهد

لا حيلة لغريب الدار غير شجى

وعبرة وكفت في الخد تنسرد

ما حال ناء عن الأوطان مبتعد

وعنه ليلى نأت والصبر والجلد

له حنين إلى أوطانه ولها

وديدنن في هواها لم يزل ودد

لا صبر لي عن لقا ليلى وإن بعدت

والحب سيان إن يدنو ويبتعد

وكيف أصبر عمن لا يلم على

قلبي لها بعد أحكام النوى سمد

مسائل الحب فيها وهي عائلة

وقسم شوقي إليها فهو مطرد

وكل شيء له عقبى إلى أمد

وما لحبي وولوالي لها أمد

لي زفرة في هواها غير ساكنة

وفي خد ودي لمجرى أدمعي خدد

عشقتها وعذاري ما له شعر

ونهت فيها وشعري كله جعه