وداعا أيها الشهر الوداعا

وداعاً أيها الشهر الوداعا

فقد أزف الرحيل وقد تداعى

وقد راع الفراق قلوب قوم

وكم حب علي فقد أراعا

وكيف لنا سلوك بعد بين

وقد نسخ الفراق الاجتماعا

وقد كنت الحبيب لنا وكنا

نحاذر منك أن تنوي زماعا

ولكن كل جمع صاح فيه

غراب البين ينصدع انصداعا

ألعت قلوبنا بالبين حتى

لذكرك يا أبا فطرٍ ألاعا

لياليك الحسان مضين عنا

بأيام بنا مرت سراعا

مررت بنا مرور الطيف حيا

محييه وما أهنى اضطجاعا

وأثنيت العنان بلا حزناً

ووجداً لن يطاق ويستطاعا

ومن ذا فيك لائمنا إذا ما

بكينا بعد فرقتك التياعا

ألفنا نسكك المحمود حقا

وفارقناك مذ صرنا جذاعا

جدير أن نذوب عليك وجداً

ونطلق في الوداع عليك باعا

وكل موصل فإلى رجوع

وإن كثر المناعي بالمناعا

أشهر الصوم هل لك من رجوع

فندرك بالرجوع الاتجاعا

لقد أجليت أفئدة صداة

وقدست المذيع والمذاعا

ملائكة السماء بك اصطحبنا

وآلفنا المساجد والجماعا

وكم ألبست نورك من ولي

كما ملأ المدائن والبقاعا

إذا ما الليل أظلم شاع فيه

وفي السبع الطباق الكل شاعا

وفيك الليلة المقدور فيها

جميع الأمر ضرّاً وانتفاعا

فليل القدر تعدل ألف شهر

موفقةً لمجتهد أطعا

وكم لك من فضائل ليس تحصى

رحلت بها وبر منك ذاعا

رحلت وليت شعري كان ذنبي

مع التوديع ممحىً أم مراعا

فرعيا شهر رمضان فرعياً

فراقك بعد إلفك قد أراعا

لعل اللَه يسمح بالتلاقي

ويبدل بالرضى العمل المضاعا