وداعا وحسبي الله يا عرفات

وداعاً وحسبي اللَه يا عرفات

وداع تلاق لا صرماً وشتات

أيا عرفات جمع شملنا

ونحن جماعات بكم ونيات

أعاد لنا الباري بكم عام قابل

ومنا حدود ثم مقتبلات

أثار لنا التوديع وسط قلوبنا

غداة افترقنا لوعة الزفرات

وكل محب عند بين حبيبه

به حسرات إثرها حسرات

فإن قلوب العاشقين مقيمة

على الحب والأجسام مفترقات

وكل غراب بالتفرق ناعق

وكل نعيم بعده أزمات

يزيد فؤد الصب عند وداعه اح

تراقاً إذا انهلت به العبرات

وما البين مما يستقال كمثل ما

تقال من الجاني الخطا العثرات

رعاك رعاك اللَه يا موقفاً لنا

ترجى على توديعك الحسنات

ولم أنس من جمع غداة وداعه

وقد جمعت عندي به الكربات

وما المشعر الأعلى بوادي محصب

وقد جرعت من وادي مسر الجرعات

ويا ليلة نلنا مني القلب من منى

وطاب مقيلاً عنده وبيات

وكم أوقفتنا في رضى اللَه موقفاً

وقد رميت بعد الضحى الجمرات

مواقف يرضى اللَه فيها وقوفنا

فهل مثلها تلقاه إذاً وقفات

أودعها والعين شكري بدمعها

كأني على توديعها مقلات

أيا رازق الفرخ الذي مات جلده

رياشاً لوم تحسن له حركات

ويا من متى يدع إلى كشف كربة

كشفن بنعمى منه في اللزبات

دعوتك محزوناً وجئتك راغباً

فلا خيبت مني لك الدعوات

فهبي غفراناً ولطفاً ونائلاً

أيا من له عندي يد وهبات

وكن قابلاً نسكي وحجي وعمرتي

وزوري لمن زانت به العمرات

ولا ترجعني دون بابك خائباً

فلي فيك إعلان الدعا وخفات

إذا لم تكن لي من ألوذ بظله

إذ ارتدفت في الموقف الحسرات