يا عارضا بات مثل العرق بارقه

يا عارضاً بات مثل العرق بارقهُ

وتارة كخفوق القلب خافقهُ

وكلما افترّ ثغر البرق مبتسماً

بكى السحاب به انقضت صواعقه

وكلما ناوَحَت فيه الجنوب صَباً

همي من المزن بالريحان وادقه

متى خبا البرق شبته الصبا فغدت

تنقض كالجمر منثوراً عقائقه

وَإِن ونى الرعد تحدوه الجنوب فلم

تنفك ترزم أَرزاماً أَيانقه

فأَوبل الوبل حيث الطل يقدمه

والودق طَفَّ وطاف الأُكم غادقه

فحط من ذروة الأَوتاد أَعصمها

حتى تباريه في الدهنا نقانقه

فطبّق الأَرض تطبيقاً فلا وَعَسا

إِلا وَجاعله غورا وغارقه

كأَنما الأفق يَمٌّ ظل مضطرباً

حيث الشمال بكفَّيها تصافقه

كأَنما الأَرض يحليها السما دررا

والروض وشيا قشيبات شبارقه

كأَنما الروض مذ لاحت كواكبه

تلامع اللوح مذ شاعت مشارقه

وفاح نشر الخزامى والعرار به

ونمّ ساريه وانشقت شقائقه

من دونه المسك مفتوتاً تذيع به

ريح القبول فعم الأَرض عابقه

أَبا المعالي أَما العتبى لها أَمد

إِلى رضاك عسى أَني أَسابقه

قد عيل صبري وسلواني قد انقطعت

فما لمروان توبات توافقه

إِن كُنت قد صرت مرواناً لديك فقد

لطول غيظك من أَصل علائقه

أَو كانَ أَمرك غيظاً ثم ينسخه

أَمر فما أَنا أَمر الغيظ طائقه

فأَثبت لنا أَمرك الثاني نسير به

فأَنتَ منزله فينا وناسقه

فَاللَه أَعطاك أَخلاقاً مطهرة

زكت ووصّاك شيا ما تفارقه

تعفو وترضى وهذا الغيظ تكظمه

أَولى وَأَجدر مذ بانَت حقائقه

فما اعتذارك من هذا وأَنت به

وقارف الذنب عن توب توافقه

قَد قدَّ غيظك أَضلاعي فقلقلني

ومنه رأسي فقد شابت مفارقه

وأَنتَ كَالليل لو أنأيت تدركني

ومقودي أَنتَ بالاحسان واثقه

كن كالنبيّ لكعب حين أعذره

غداة وافى إِليه وهو سالقه

فقال حرمته عندي كحرمتكم

لا تقتلوه فإِني الآن عاتقه

عليك سنته إِذ أَنتَ وارثه

خليفة ولعمري أَنت لاحقه

فأَي أَرض إِذا لم ترض تحملني

وأَي لوح أَضلتني طبائقه