أما البليغ فإني لا أجادله

أَمّا البَليغُ فَإِنّي لا أُجادِلُهُ

وَلا العَيِيُّ بَغى لِلحَقِّ إِبطالا

فَنَحنُ في لَيلِ غِيٍّ لَيسَ مُنكَشِفاً

لَم يَفتَقِد عارِضاً بِالجَهلِ هَطّالا

وَالنَفسُ كَالسَبَبِ المَدودِ تَجمَعُهُ

فَيَستَكِفُّ وَإِن أَرسَلتَهُ طالا

كَذاتِ شَنفٍ أَرادَت بَعدَهُ خِدَماً

وَنَظمَ دُرٍّ وَكانَت قَبلُ مِعطالا

وَقَد شَرِبتَ نُمَيراً فَاِجتَرَأتَ بِهِ

فَلِم حَمَلتَ مِنَ الصَهباءِ أَرطالا

لا خَيلَ مِثلُ قَوافي الشِعرِ جائِلَةً

أَبقى عَلى الدَهرِ أَعناقاً وَآطالا

إِن يَنقُلُ الحَتفُ عَن عاداتِهِ

فَما تَزالُ مَعانيهُنَّ أَبطالا