أما الحياة ففقر لا غنى معه

أَمّا الحَياةُ فَفَقرٌ لا غِنى مَعَهُ

وَالمَوتُ يُغني فَسُبحانَ الَّذي قَدَرا

لَو أَنصَفَ العَيشُ لَم تُذمَم صَحابَتَهُ

وَما غَدَرنا وَلَكِن عَيشُنا غَدَرا

غُفرانَ رَبِّكَ هَل تَغدو مُؤَمِّلَةً

أَغفارُ شابَةَ أَن تُدعى بِها فُدُرا

أَم خُصَّ بِالأَمَلِ المَبسوطِ كُلُّ فَتىً

مِن آلِ حَوّاءَ يُنسي وِردُه الصَدَرا

يا صاحِ ما خُدِرَت رِجلي فَأَشكُوَها

وَلَم أَزَل وَالبَرايا نَشتَكي الخَدَرا

لَيلاً مِنَ الغَيِّ لا أَنوارَ يُطلِعُها

فَالرَكبُ يَخبِطُ في ظَلمائِهِ الغَدَرا

لا تَقرَبَن جَدَرِيّاً ما أَرَدتُ بِهِ

داءً يُرى بَل شَراباً مودَعاً جَدَرا

زُفَّت إِلى البَدرِ وَالدينارُ قيمَتُها

عِندَ السِباءِ وَكانَت تَسكُنُ المَدَرا

وَالخَيرُ يَندُرُ تاراتٍ فَنَعرِفُهُ

وَلا يُقاسُ عَلى حَرفٍ إِذا نَدَرا

وَكَم مَصائِبَ في الأَيّامِ فادِحَةٍ

لَولا الحِمامُ لَعُدَّت كُلُّها هَدَرا