سألت عن الأجيال في كل برهة

سَأَلتُ عَنِ الأَجيالِ في كُلِّ بُرهَةٍ

فَكانوا فَريقاً سارَ إِثرَ فَريقِ

كَأَنَّ بُرَيقاً لِاِمرِءِ القَيسِ لامِعاً

أَغَصَّ جَميعَ الشائِمينَ بِريقِ

وَخَرَّقَ ثَوبَ العَيشِ طولُ لِباسِهِ

وَهَبَّت حَريقٌ طُيِّرَت بِحَريقِ

إِذا أَنتَ عاتَبتَ المَقاديرَ لَم تَزَل

كَعُتبَةَ أَو كَالرَخنَسِ بنِ شُرَيقِ

وَمازالَ يُخبي جاهِداً نارَ قَومِهِ

أَبو لَهَبٍ حَتّى مَضى لِحَريقِ

أَلَم تَرَ أَنَّ المَرءَ فَوقَ فِراشِهِ

يَفوقُ عَلى ظَمءٍ فُواقَ غَريقِ

فَإِنّي أَرى البِطريقَ وَالراهِبَ الَّذي

بِقُلَّتِهِ سارا مَعاً بِطَريقِ

يُغَيِّرُ بِالمُرَّيقِ عَشرَ بَنانِهِ

خِضابُ حِمامٍ لِلنُفوسِ مُريقِ

وَما يَترُكُ الضِرغامَ في أَجَماتِهِ

وَلا ذاتَ رَوقٍ في ظِلالٍ وَريقِ