غدت أم دفر وهي غير حميدة

غَدَت أُمُّ دَفرٍ وَهِيَ غَيرُ حَميدَةٍ

مُغَنِّيَةً عَوّادَةً في المَجالِسِ

تَعودُ عَلى مَن لَم يَمُت بِحِمامِهِ

وَتُعلي فَقيراً عُدَّ بَعضَ المَفالِسِ

وَما نَفسُ حَسّانَ الَّذي شاعَ جُبنُهُ

بِأَسلَمَ مِن نَفسِ الكَميِّ المُخالِسِ

فَيا لَيتَ أَني لَم أَكُن في بَريَّةٍ

وَإِلّا فَوَحشيّاً بِإِحدى الأَمالِسِ

يُسَوِّفُ أَزهارَ الرَبيعِ تَعِلَّةً

وَيَأمَنُ في البَيداءِ شَرَّ المَجالِسِ

وَمَن يَسكُنِ الأَمصارَ لا يَعدَمِ الأَذى

بِإِبليسَ مَشفوعاً بِمِثلِ الأَبالِسِ

يُساوِرُ أسداً مِن غُواةِ مُساوِرٍ

وَطُلسَ ذِئابٍ مِن رِجالِ الطَيالِسِ

مَتّى ما تُصِب يَوماً طَعاماً لِظالِمٍ

فَقُم عَنهُ وَاِفغَر بَعدَهُ فَمَ قالِسِ

وَما جاوَزَت خَيلٌ خَوائِلَ أُلَساً

إِلى الرومِ إِلّا بِالشُرورِ الأَوالِسِ

أُدالِسُ نَفسي ثُمَّ أَظلِمُ صُحبَتي

إِذا رُمتُ خِلّاً مِنهُمُ لَم يُدالِسِ