لا يحسب الجود من رب النخيل جدا

لا يَحسَبُ الجودَ مِن رَبِّ النَخيلِ جَداً

حَتّى تَجودَ عَلى السودِ الغَرابيبِ

ما أَغدَرَ الإِنسُ كَم خَشفٍ تَرَبَّبَهُم

فَغادَروهُ أَكيلاً بَعدَ تَربيبِ

هَذي الحَياةُ أَجاءَتنا بِمَعرِفَةٍ

إِلى الطَعامِ وَسَترٍ بِالجَلابيبِ

لَو لَم تُحِسَّ لَكانَ الجِسمُ مُطَّرِحاً

لَذعَ الهَواجِرِ أَو وَقعَ الشَآبيبِ

فَاِهجُر صَديقَكَ إِن خِفتَ الفَسادَ بِهِ

إِنَّ الهِجاءَ لَمَبدوءٌ بِتَشبيبِ

وَالكَفُّ تُقطَعُ إِن خيفَ الهَلاكُ بِها

عَلى الذِراعِ بِتَقديرٍ وَتَسبيبِ

طُرقُ النُفوسِ إِلى الأُخرى مُضَلَّلَةٌ

وَالرُعبُ فيهِنَّ مِن أَجلِ الأَعابيبِ

تَرجو اِنفِساحاً وَكَم لِلماءِ مِن جِهَةٍ

إِذا تَخَلَّصَ مِن ضيقِ الأَنابيبِ

أَما رَأَيتَ صُروفَ الدَهرِ غادِيَةً

عَلى القُلوبِ بِتَبغيضٍ وَتَحبيبِ

وَكُلُّ حَيٍّ إِذا كانَت لَهُ أُذُنٌ

لَم تُخلِهِ مِن وِشاياتٍ وَتَخبيبِ

عَجِبتُ لِلرومِ لَم يَهدِ الزَمانُ لَها

حَتفاً هَداهُ إِلى سابورَ أَو بيبِ

إِن تَجعَلِ اللَجَّةَ الخَضراءَ واقِيَةٌ

فَالمُلكُ يُحفَظُ بِالخُضرِ اليَعابيبِ