أعرفت أطلال الرسوم تنكرت

أَعَرفتَ أَطلالَ الرُسّومِ تَنَكَّرَت

بَعدي وبُدِّلَ آيهُنَّ دُثورا

وَتَبدَّلَت بَعدَ الأَنيسِ بِأَهلِها

عُفراً بواغِمَ يَرتَعينَ وُعورا

مِن كُلِّ مُصيبَةِ الحَديثِ تَرى لَها

كَفَلاً كَرابيَةِ الكَثيبِ وَثيرا

دَع ذا وَلَكِن هَل رَأَيتَ ظَعائِناً

قَرَّبنَ أَجمالاً لَهُنَّ بُكورا

قَرَّبنَ كُلَّ مُخَيَّسٍ مُتَحَمِّلٍ

بُزلاً تُشَبِّهُ هامَهُنَّ قُبورا

يَفتِنَّ لا يَأَلونَ كُلَّ مُغَفَّلٍ

يَملَأنَهُ بِحَدِيثِهِنَّ سُرورا

يا دارُ حَسَّرها البِلى تَحسيرا

وَسَفَت عَلَيها الريحُ بَعدَكِ بورا

دَقَّ التُرابُ نَخيلَهُ فَمُخَيِّمٌ

بِعِراصِها وَمُسَيِّرٌ تَسييرا

يا رَبعَ بِشرَةَ إِن أَضَرَّ بِكَ البِلى

فَلَقَد عَهِدتُكَ آهِلا مَعمورا

عَقَبَ الرَذاذُ خِلافَهُم فَكَأَنَّما

بَسَطَ الشَواطِبُ بَينَهُنَّ حَصيرا

إِن يُمسِ حَبلُكِ بَعدَ طول تَواصُلٍ

خَلَقاً وَيُصبِح بَيتُكُم مَهجورا

فَلَقَد أَراني والجَديدُ إِلى بِلىً

زَمَناً بِوَصلِكِ قانِعاً مَسرورا

جَدِلاً بِمالي عِندَكُم لا أَبتَغي

لِلنَفسِ غَيرَكِ خُلَّةً وَعَشيرا

كُنتِ المُنى وَأَعزَّ مَن وَطيءَ الحَصى

عِندي وَكُنتُ بِذاكَ مِنكِ جَديرا