القلب قد لج فما يقصر

القَلبُ قَد لجَّ فَما يُقصَرُ

وَالوَجدُ قَد جَلّ فَما يُستَرُ

وَالدَمعُ جارٍ قَطرهُ وابِلٌ

وَالجِسمُ بالٍ ثَوبُهُ أَصفَرُ

هَذا وَمَن أعشَقُهُ واصِلٌ

كَيفَ بِهِ لَو أَنَّهُ يَهجُر

لَكِن عَدَتني نائِباتُ النَوى

في دَوحِهِ وَالشادنُ الأَحوَرُ

وَالكَوكَبُ الوَقّاد تَحتَ الدُجى

في أُفقهِ وَالقَمَرُ الأَزهَرُ

وَالنَرجِسُ الفَوّاح غَبَّ النَدى

في رَوضهِ وَالمَندَلُ الأَذفَرُ

قَد خُبِّرَت عَنّيَ أَنّي امرؤٌ

فيهِ شُحوبٌ وَظَنّي يَظهَرُ

فَأَبدِتِ الاشفاقَ مِن حالَتي

وَمِثلُ ما تُبديهِ ما تُضمرُ

واِستفهمت إِن كُنتُ ذا علةٍ

أَو ذا اِشتياقٍ نارُهُ تُسعَرُ

سيدتي لَم تُنصِفي عاشِقاً

أَضحى كَما أَخَبرَكِ المُخبِرُ

إِذ قُلتُ هَل مِن أَلَمٍ طائِفٍ

ما بِكِ أَو شوقٌ فَما تَصبُرُ

ظَلَمتِ بالشك هَوايَ الَّذي

يَعرِفُهُ الغُيّبُ وَالحَضَّرُ

وَاللَهِ ما سُقميَ إِلّا هَوىً

كُلَّ هَوىً في جَنبِهِ يَصغُرُ

غيّرَ جِسمي فاِعلَمي أَنَّني

أَرومُ لُقياكِ وَلا أَقدِرُ

فاِستَغفِري اللَهَ مِن الظلمِ لي

فَإِنَّ مَن يَظلم يَستَغفِرُ