يا غيم عيني أقوى منك تهتانا

يا غَيمُ عَيني أَقوى مِنك تَهتانا

أَبكي لِحُزني وَما حُمّلتَ أَحزانا

وَنارُ بَرقِكَ تَخبو إِثرَ وَقدِتها

وَنارُ قَلبي تَبقى الدَهرَ بُركانا

نارٌ وَماءٌ صَميمُ القَلبِ أَصلُهُما

مَتى حَوى القَلبُ نيرانا وَطوفانا

ضدّان أَلَّفَ صَرفُ الدَهرِ بَينَهُما

لَقَد تَلَوّن في الدهرِ أَلوانا

بَكيتُ فَتحاً فَإِذ رُمتُ سَلوَتهُ

ثَوى يَزيدُ فَزادَ القَلبَ نيرانا

يا فلذتَي كبِدِي يأبى تقطُّعها

مِن وَجدِها بِكُما ما عِشتُ سُلوانا

لَقَد هَوى بِكُما نِجمانِ ما رَميا

إِلّا مِن العُلوِّ بِالأَلحاظِ كيوانا

مُخَفَّفٌ عَن فُؤادي أَنَّ ثُكلَكُما

مُثَقِّلٌ ليَ يَومَ الحَشرِ ميزانا

يا فَتحُ قَد فتحَت تِلكَ الشهادَةُ لي

بابَ الطَماعَة في لُقياكَ جُذلانا

وَيا زَيدُ لَقَد زادَ الرَجا بِكُما

أَن يَشفَعَ اللَهُ بِالاحسان إِحسانا

لمَّا شفعتَ أَخاكَ الفَتحَ تَتبعُهُ

لقاكُما اللَهُ غُفراناً وَرِضوانا

مِنّي السَلامُ ومن أمٍّ مُفجَّعةٍ

عَلَيكُما أَبَداً مَثنى وَوحدانا

أَبكي وَنَبكي وَنُبكي غَيرنا أَسَفا

لدى التَذَكُّرِ نِسوانا وَوُلدانا