وافاك فتح واضح الإقبال

وافاكَ فَتحٌ واضِحُ الإِقبالِ

أَربى عَلى الماضي مَدى اِستِقبالِ

وَتَلَوتَ آيَ النَصرِ وَهيَ كتائبٌ

ورويتَها أثَراً وَهُنَّ عَوالِ

لِلَهِ أَيَّةُ عَزمَةٍ مُصمِيَةٍ

في حَيثُ تَنبو مُصمِياتُ نبالِ

ما للثُمامِ وهَيبَةِ البَأسِ الَّتي

قَصَفَت جَنوباً بَعدَ قَصفِ شمالِ

كم كادَ عَزمُكَ مِن عَدُوٍّ قَبلَهُ

فَصَدَعتَهُ صَدعَ الرِداءِ البالي

وَإِذا اِنتَحاكَ الجَمعُ مِنهُ فَإِنَّهُ

وَقفٌ عَلى التَكسيرِ وَاِستِئصالِ

فَجَعَلتَ مِن عَلَقٍ لحائِمَةِ الظُبا

وِرداً وَسَبيَهُمُ مِنَ الأَنفالِ

وَأَدَلتَ أشوَسَ صاغِراً فَاعتاضَ مِن

شَمَمِ المَعاطِسِ موكَسَ الإِذلالِ

وَتَرَكتَ أَربُعَهُم نِهاباً لِلبِلى

دُرسَ المَعالِمِ سُجَّدَ الأَطلالِ

ما عاصِمٌ مِن دونِهِم هَرَبٌ وَلا

يُنجي سَريعُ الوخدِ وَالإِرقالِ

يَنقَضُّ جارِحُ كَيدِهِ في إثرِهِم

أَهدى إِلَيهِم مِن قَطا إِرسالِ

لو أَنَّهُم سَلَكوا المَجَرَّةَ لَم يَكُن

مَجرى النُجومِ إِذَن بَعيدُ مَنالِ

وَبَعيدُ مَطمَحِ هِمَّةٍ لا يَقتَني

إِلّا دِلاصاً سابِغَ الأَذيالِ

وَيَرى العُلى ما يَقتَني أَو يَجتَني

مِن صارِمٍ أَو ذابِلٍ عَسّالِ

طَبٌّ بِتَلقيحِ الحُروبِ مُجَرَّبٌ

شَهمٌ أبِيٌّ مُدرِكُ الأَذحالِ

مَن زاغَ عَن رَشَدٍ فَإِنَّ بِكَفِّهِ

ماضي الشَبابِ مُقَوِّمَ الضُلّالِ

كَم صَكَّ سَمعَ الخافِقَين بوَقعَةٍ

صارَت بِها مَثَلاً مِنَ الأَمثالِ

مَلَكَت مَهابَتُهُ القُلوبَ وَمازَجَت

حُبّاً كَمَزجِ الماءِ بِالجِريالِ

وَلَهُ مَآثرُ سائِراتٌ دُوِّنَت

سِيَراً لِكَيما تُحتَذى بِمِثالِ

وَلَهُ المَعالي النَيِّراتُ الزاهِرا

تُ الظاهِراتُ الباهِراتُ خِلالِ

أَغنَيتَنا عَن نَصبِ تمييزٍ لَها

وَدَليلِ إِثباتٍ وَوَصفِ الحالِ

مَن ذا يُساجِلُ مَجدَهُ بَل أينَ مِن

طامي العُبابِ بُلالَةُ الأوشالِ

مَن ذا يُنافِسُ قَدرَهُ وَجَلالَهُ

أَتُقاسُ شَمسُ ظَهيرَةِ بِذُبالِ

فَهوَ الحقيقةُ في المَكارِم وَالنُهى

وَسِواهُ أَضغاثٌ وَطَيفُ خَيالِ

وَهُوَ المُقَدَّمُ حائِزاً قَصَبَ العُلى

وَسِواهُ فيها مُقرِفٌ أوتالِ

وَمُشيمُ بارِقَةِ المُنى مِن بِشرِهِ

يَجلو الخُطوبُ الجونَ وَهيَ لَيالِ

لِلَهِ فيكَ مُغَيِّبٌ يوتي لِهَ

ذا الدين يوماً عازِبَ الآمالِ

عَمّا قَريبٍ سَوف تُزعِمُ قيصراً

وَيَجودُ أَندَلُساً سَحابُ وَبالِ

حَتّى تُسَربِلَ ذِلَّةً أَحزابَهُ

وَيَصيرَ رَهنَ القَيدِ وَالأَغلاِ

لا زِلتَ مَنصوراً وَدُمتَ مُؤَيَّداً

تَختالُ في دَعَةٍ وَأَمنِ زَوالِ