سوى حبكم يسلى وغيري له يسلو

سِوى حُبِّكُم يُسلى وَغَيري لَهُ يَسلو

وَأَنّى يُرَجّي البُعدَ مَن فاتَهُ القَبلُ

وَأَينَ تُرى عَنكُم يَرى الصَبُّ مَذهَباً

وَلا أَينَ مِن مَعنى جَمالِكُمُ يَخلو

وَلا وَوِلاكُم لَم أَجِد مِنهُ خالِياً

وَيَستُرُهُ عَمّا لَكُم عِندَهُ الجَهلُ

وَلا صامِتاً إِلّا وَقَد راحَ ناطِقاً

وَفي صَمتِهِ آياتِ إِحسانِكُم يَتلو

وَلا مُثبِتاً إِلّا وَقَد راحَ نافِياً

لِمُشتَبَهٍ مِنكُم وَفي وَصلِهِ فَصلُ

وَلا عارِفاً إِلّا وَقَد راحَ مُنكِراً

بِعِرفانِهِ عِندَ الأولى عَنكُم ضَلّوا

وَلَيسَ عَلى شَيءٍ مِنَ العَقلِ واجِدُ

بِكُم وَلَهُ بِاللَومِ عَن قَصدِكُم عَقلُ

وَلا شاهِداً مَعنىً لَكُم لَم يَغِب بِهِ

وَلا غائِباً فيكُم وَيَبدو لَهُ ظِلُّ

وَلا واجِداً بِالعَقلِ باطِنَ حُسنِكُم

وَكَيفَ يُرى بِالعَقلِ مَن سَرَّهُ العَقلُ

فَعَدلي جَورٌ عَن سَبيلِ سَبيلِكُم

وَعَن سُبُلِ السالينَ جَوري هُوَ العَدلُ

تَكارثَرَتِ الدَعوى عَلَيَّ وَلَم أَكُن

لِأَكشِفَ بُرهاني وَسَتري لَهُ أَصلُ

وَلَو وَجَدَ العُذّالُ وَجدي لَمّا بَدا

لَهُم أَبَداً إِلّا لِساليكُمُ العَذلُ

وَلَستُ كَأَشتاتِ المُحِبّينَ فيكُمُ

وَأَرخَصُ ما عِندي لَكُم عِندَهُم يَغلو

وَفي حُبِّكُم إِن عافَ غَيري سَقامَهُ

فَأَعذَبُ ما يَحلو لِقَلبي بِهِ القَتلُ

فَيا حَبَّذا حُبّي الأَذى هَوى هَوىً

بِمَن عِزُّهُ عَنهُ بِعِزَّتِهِ الذُلُّ

وَبي تُضرَبُ الأَمثالُ لِلناسِ فيكُم

وَلي مَثَلٌ فيكُم وَلَيسَ لَهُ مِثلُ

وَحَقَّكُم ما شابَهُ شَوبُ باطِلٍ

وَعَدلَكُم لَم يَخلُ مِن ضَمنِهِ العَدلُ

وَسِرُّكُم في الكُلِّ سارٍ وَإِنَّما

عَلى كُلِّ قَلبٍ ضَلَّ عَن فَهمِهِ قَفلُ

وَمَن نَحلِيَ مِن مَنَّ وَلَهي بِهِ

رِياضُ جِنانٍ يَجتَني شَهدَهُ النَحلُ

وَعَذبُ لَمى فيهِ لِما فيهِ شَفَّني

شِفاً وَلِبالي مِن صَدى صَدِّهِ وَبلُ