طليق دموع لا يفك له أسر

طَليقُ دَموعٍ لا يَفَكُّ لَهُ أَسرُ

فَلي عَنهُ مِن كُرهٍ في الوَغى الفَرُّ

وَكالمَيتِ حَيٌّ دامَ في الذُلِّ راغِباً

عَنِ العِزِّ بِالعَيشِ الَّذي حُلوُهُ مُرُّ

وَأَيُّ حَياةٍ يُنعِمُ البالُ طولُها

وَدونَ المِنى لِلمَرءِ الَّذي مَدَّها قَصرُ

وَشَيبُ الفَتى فيهِ اِنتِهاءَ شِبابِهِ

وَسَترُ عُوارُ الشائِبِ الهَرِمِ القَبرُ

فَرُح مُنفِقاً عَصرَ الشَبيبَةِ في العُلا

وَقُل لِكَبيرِ المَجدِ عُمرُ الفَتى مَهرُ

فَأَوَّلُ عُمرِ المَرءِ مِضمارُ سَبقِهِ

وَما فيهِ لِلواني ظَهيرٌ وَلا ظَهرُ

فَجُدَّ فَما في الجَدِّ لِلمَجدِ يافِعٌ

وَعَن قَصدِ بَيضِ المَجدِ لا تَثنِكَ السُمرُ

لا تَحذَرِ الأَمرَ الَّذي هُوَ صائِرٌ

إِلَيكَ فَمِنهُ عَنكَ لَن يُغنِيَ الحَذرُ

وَمَن في اِبتِداءِ العُمرِ لَم يَغدُ فاتِحاً

ثُغورَ المَعالي لا يُرامُ لَهُ نَصرُ

فَإِن هِبتَ أَمراً لا غِناً عَن لِقائِهِ

فَلَجَهُ بِقَلبٍ دونَهُ يُصدَعُ الصَخرُ

وَخُض غَمَراتِ المَوتِ لا باخِلاً بِما

عَلَيكَ بِنَزرٍ مِنهُ قَد أَنعَمَ الدَهرُ

فَلا خَيرَ في عِزٍّ إِذا كانَ مُختَبىً

بِذُلٍّ وَأَيُّ العِزِّ يَجلِبُهُ السِرُّ

وَكُن عالَماً أَن لا فِرارَ مِنَ القَضا

وَأَينَ يَفِرُّ المَرءُ مِمَّن لَهُ الأَمرُ

وَلا بُدَّ مِن وَردِ الرَدى فَاِغدُ سامِياً

بِعَزمِكَ نَحوَ المَوتِ يَسمُ لَكَ الذِكرُ

فَكَم مِن فَتىً صادَ الكُهولَ بِجِدِّهِ

وَما الصَدرُ إِلّا مَن لَهُ اِتِّسَعَ الصَدرُ

وَأَولى الوَرى بِالمَدحِ مَن عَمَّ فَضلُهُ ال

أَنامَ وَمِنهُم عَمَّ إِنعامَهُ الشُكرُ

وَإِنَّ أَشَرَّ الناسِ ذَمّاً لِنَفسِهِ

إِذا اِفتَخَروا مَن بِالرُفاةِ لَهُ الفَخرُ

وَكُلُّ غَنِيٍّ بِالكُنوزِ فَظاهِرٌ

إِلى ما بِهِ اِستَغنى عَلَيهِ بَدا الفَقرُ

وَلَم يَسعَ في الدُنيا لَبيبٌ لِغَيرِ ما

مَنَّ اللَهُ في الأُخرى يُجازى لَهُ الأَجرُ

وَأَغبى الوَرى مَن آزَرَ الخَلفَ بِالَّذي

يُخَلِّفُهُ عَفواً وَيَصحُبُهُ الوِزرُ