لم أقض في حجكم نسكي ولا تفثي

لَم أَقضِ في حَجِّكُم نَسكي وَلا تَفثي

إِن لَم أَرُح هاجَراً لِلفِسقِ وَالرَفثِ

وَكَيفَ أَقِدُ إِحرامي لَدى حَرَمٍ

أَطَبتُموهُ عَلى شَيءٍ مِنَ الخَبَثِ

وَأَبتَغي في فَنا أَهلِ الصَفاءِ بَقاً

وَالقَلبُ مِنّي لِرُشدي غَيرُ مُنبَعِثِ

وَأَصحَبُ الشَعثَ طَوّافاً بِكَعبَتِكُم

ما لَمَمتُ لِإِلمامي بِها شَعثي

وَأَشهَدُ الرِقِّ مَنشوراً لِمَشهَدِكُم

بِناظِرٍ قَد طَواهُ المَوتُ في الجَدَثِ

وَحَقِّكُم ما رَأى الغَيبَ القَديمَ لَكُم

مَن زاغَ ناظِرُهُ عَن مَشهَدِ الحَدَثِ

كَلّا وَلا نالَ جَدَّ الوَجدِ ذو لَعِبٍ

رَأى بِأَفعالِكُم شَيئاً مِنَ العَبَثِ

ما الصَبُّ إِلّا الَّذي يَحيا بِكُم وَصِباً

وَيَلتَقي المَوتَ فيكُم غَيرَ مَكتَرِثِ

وَلَم يُنِل فيكُم الأَرواحَ راحَتَها

إِلّا اِجتِثاثُ دَواعيها مِنَ الجُثَثِ