متى منا محب مدعينا

مَتى مِنّا مُحِبٌّ مُدَّعينا

إِلى السُلوانِ أَنكِرُ ما اِدَّعَينا

وَعَنّى نَفسَهُ مَن رامَ عَنّا

لِبَينِ مَرامِهِ في الحُبِّ بَينا

وَأَينَ مِنَ الغَرامِ وَإِن عاهَ ال

غَرامُ جَوٍ تَشَكّى مِنهُ أَينا

فَلا وَالحُبِّ لَيسَ هُناكَ مِنهُ

فَتىً لَم يَقضِ فيهِ ما قَضَينا

تَدَرَّعنا الغَرامَ وَما اِدَّرَعنا

وَرَوَّعنا المَلامُ وَما اِرعَوَينا

وَبَدَّلنا الهَوى بِالعِزِّ ذُلّاً

وَغَيرَ البَينِ عِنهُ ما أَبَينا

وَمِن دَرَجِ الصُعودِ إِلى المَعالي

إِلى دَرِ الهَوانَ بِهِ هَوَينا

وَأَمَرَ الآمِرينَ بِهِ أَطَعنا

وَنَهيَ ذَوي النُهى عَنهُ عَصَينا

وَلِأَحبابِ إِن غَدَروا وَأَبدوا

مُذ مِتنا بِذِمَّتِنا وَفينا

وَغَيرَ السُخطِ مِنهُم ما سَخَطنا

وَلا دونَ الرِضى لَمُ اِرتَضَينا

وَأَلفَينا الجَوى صَحباً وَلَمّا

أَلِفناهُ عَلَينا صارَ هَينا

وَكَم رامَ الوُشاةُ بِنا اِنثَناءً

عَنِ الظَبيِ الأَغَنِّ فَما اِنثَنَينا

بِروحي مَن لَهُ وَلَهي وَروحي

بِهِ صَرفُ اللُبانَةِ عَن لُبَينى

إِذا ما غابَ في الظَلماءِ رُحنا

بِلا ضَوءٍ وَإِن آبَ اِغَتَدَينا

بِذابِلِ قَدِّهِ وَردٌ جِنِّيٌّ

يُضاعَفُ كُلَّما مِنهُ اِجتَنَينا

لِتَفرِقَةِ المِلاحَةِ فيهِ جَمعٌ

إِذا طَلَبَ الجَمالَ بِهِ أَتَينا

يُسقينا المُدامَ إِذا صَحَونا

وَيَطوينا إِذا نَحنُ اِنتَشَينا

فَعَنهُ الصَبرُ أَصعَبُ ما فَقَدنا

وَفيهِ المَوتُ أَهوَنُ ما التَقَينا