تضاعف ما ألقاه غير بديع

تَضاعُفُ ما ألقاه غيرُ بديعِ

ولي كَبِدٌ للبينِ ذاتُ صدوعِ

سلامٌ على أُنسي وقلبي وراحتي

وطيفِكمُ بعدَ النوى وهجوعي

سلامٌ امرئٍ أمسى رهينَ صبابةٍ

وشوقٍ إلى رؤايكمُ وولوعِ

قنوعٍ بما تُهدي الرياحُ وطالما

تفيّأَ ظلَّ الوصلِ غيرَ قنوعِ

يَحِنُّ إذا ما شامَ ومضةَ بارقٍ

على عَذّباتِ الأبرقَينِ لموعِ

حنينَ المطايا الهيمِ من بعدِ ظِمئها

الى طيبِ وردٍ بالحِمى وشروعِ

إِذا نكَّبتْ ماءَ العُذَيبِ فِإنَّهُ

على ثقةٍ منها بماءِ دموعي

يوزَّعهُ البينُ المشتَّتُ ظالماً

على جيرةٍ بالمنحنى وربوعِ

صَحِبْتُهمُ والعيشُ في عُنفوانِه

شهيَّ المبادي والشبابُ شفيعي

لياليَ لم يقدحْ زِنادَ فراقهم

ضِرامُ الهوى العذريَّ بينَ ضلوعي

متى شئتُ غازلتُ الغزالَ مُقرَّطا

على غِرَّةِ الواشي وباتَ ضجيعي

مُدِلاً بأبرادِ الشبابِ مباعداً

بعزَّتها عن ذِلَّةٍ وخضوعِ

إلى أن تبدَّتْ للمشيبِ أوائلٌ

تشيرُ على غَيَّ الهوى بنزوعِ

تبدَّلتُ عن ليلِ الشبيبةِ مُكْرَهاً

بصبحٍ مِنَ الشيبِ المُلِمَّ فظيعِ

بدا طالعاً راعَ الشبابَ نهارُه

ومَنْ لي به لو دامَ بعدَ طلوعِ

سأبكي بِدّرَّ الدمعِ ماضي شبابِه

فاِنْ لم يُفِدْ بكيَّتُه بنجيعِ

ربيعَ زمانِ العمرِ والوصلُ مكثِبٌ

وناهيهما مِن نعمةٍ وربيعِ

فما ذُخِرَتْ تلكَ الدموعِ واِنْ غلتْ

لغيرهما في حِنْدِسٍ وصديعِ

ومما شجاني البرقُ يهتزُّ ناصعاً

لموعاً كمطرورِ الغِرارِ صنيعِ

فحتامَ بالبرقِ الحِجازيَّ مَوْهِناً

وبالصبحِ لا أنفكُّ غيرَ مروعِ

أُراعُ بنارَيْ بارقِ وصبابةٍ

مقيلُهما مِن مزنةٍ وضلوعِ

وأرتاحُ أن هبَّ النسيمُ مُعنبَراً

رقيقَ حواشي البُردِ بعدَ هزيعِ

كأنَّ الصَّبا قد بشَّرتْني بأوبةٍ

لِمَنْ بانَ عن روضِ الحمى ورجوعِ

وهيهاتَ لا ظِلُّ الشبابِ وقد نأوا

ظليلٌ ولا مرعى الهوى بِمَريعِ

وخَرْقٍ جزعنا بالمطيَّ سرابَهُ

وما فوقَها للبينِ غيرُ جَزُوعِ

تجولُ مِنَ الضُّمرِ النسوعُ واِنَّنا

لأنحفُ مِن جُدْلٍ لها ونسوعِ

عليها رجالُ الوجدِ لم تلقَ فيهمُ

لفادحِ خطِب البينِ غيرُ قريعِ

متى صُمَّ عن داعي الغرامِ عصابةٌ

فما فيهمُ في الوجدِ غيرُ سميعِ

بكَوا في رسومٍ غيرَّتْها يدُ البِلى

بدمعٍ على أطلالهنَّ هموعِ

بكاءَ مشوقٍ في الديارِ مُوَلَّهٍ

سميعٍ لأحكامِ الفراقِ مطيعِ

أضاعَ عهودَ القومِ لمّا أذاعَها

بدمعٍ لأسرارِ الغرامِ مذيعِ