عهد الصبا ومعاهد الأحباب

عهدُ الصِّبا ومعاهدُ الأحبابِ

دَرَسا كما دَرَستْ رقومُ كتابِ

أىَ يلوحُ لرجعِ طرفكَ رسمُها

بعدَ التوسُّمِ مِثلَ وشمِ خِضابِ

سفهاً وقفتُ على الطلولِ مخاطباً

ما ليس يَسمعُ لي بردِّ جوابِ

لم ألقَ لمّا أن وقفتُ بربعِها

جمَّ الكآبِة غيرَ أورقَ هابِ

ندَّتْ عليه مدامعي فسترتُها

حَذَراً على سِرِّ الهوى بثيابي

ومِنَ السفاهةِ أن أنهنَهَ أدمعي

فيها وقد عَلِمَ العواذلُ مابي

بانَ الحبائبُ عن مرابعِها التي

قد كنَّ وِجْهَةَ مقَصْدي وطِلابي

والدارُ ليس تطيبُ بهجةُ أُتسِها

اِلاّبطيبِ تَزاورِ الأترابِ

كم سارَ عن تلكَ المنازلِ معشرٌ

كانوا أُهيلَ مودَّتي وصِحابي

اِنْ قدَّرَ الدهرُ اللقاءَ عَتَبْتُهُمْ

فيما جَنَوهُ ولاتَ حينَ عتابِ

أتُرى يعودُ العيشُ يَبسِمُ ثغرُه

بهمُ كبرقِ العارضِ السكّاب

أم هل يعودُ الدهرُ يرَجِعُ ما مضى

هيهاتَ أن يرتدَّ بعدَ ذَهابِ

بَعُدوا وأسبابُ الحنينِ قريبةُ

منّي وذِكْرُ زمانِهم مِن دابي

ونأى الشبابُ وما أسِفْتُ لنأيهِ

حَسَنَ المُلأةِ رائقَ الجِلْبابِ

طمعاً بأنَّ وصالَ جيرانِ النقا

مما يعيدُ علَّي عصرَ شبابيِ

فسقى قطارُ المزنِ لابلْ جودُه

الهامي منازلَ زينبٍ وربابِ

مُتهدِّلاً فوقَ الخيامِ ربابُه

فكأنَّه قد شُدَّ بالأطنابِ

مأوى الرعابيبِ الملاحِ وملعبَ

الغيدِ الحسانِ ومجمعَ الأترابِ