أجد بهذا الهجر أم متمزح

أَجدٌّ بِهَذا الهَجرِ أَم مُتَمَزحُ

صُدودُكَ وَالهِجرانُ بِالحَبلِ منجحُ

أَم العلةُ الأُخرى عِتابٌ عَتبتهُ

عَلى بَعضِ مَن يَهدي السَّلامَ وَيَنصحُ

وَقَد كانَ عَهدي بِالبعادِ مَلَجَّةً

لِذي الودِّ حَتّى يَجعَلَ الودَّ يَنزحُ

وَلا تَنقَطِعُ مِن وامِقٍ ذي مَوَدَّةٍ

بِغَيبٍ وَلا واشٍ يَدُبُّ وَيَقدحُ

وَلِلمَلكِ سُلطانٌ وَلِلحُبِّ هَيبَةٌ

إِذا ما أَجنتهُ أَضالِعُ جنّحُ

فَلا تَصرِمَنَّ الدَّهرَ مَن قَد حَبَوتهُ

بِودِّكَ وَاِعلمْ أَهلَهُ حينَ تمنَحُ

وَخَيرُ الهَوى العَهد القَديم وَشَرّهُ

ضِعافُ القُوى وَالكاذِبُ المتمنحُ

يَقولُ صحابي إِذ نَظَرت صَبابَةً

بِجرفٍ حَميدٍ ما لِطَرفِكَ يَطمَحُ

ثَقيلٌ عَلى جَنبِ المهادِ وَماله

خَفيفٌ عَلى أَعدائِهِ حينَ يَسرَحُ

فَإِن ماتَ لَم يفجَعْ صَديقاً مَكانَهُ

وَإِن عاشَ فَهوَ الدَّيدَنِيِّ المترّحُ

فَإِنَّ أمينَ الغَيبِ يَحصر صَدره

مِراراً وَيَستَحيي الحَبيبُ فَيصفحُ

إِذا لَم ترافدْ في الرفادِ وَلَم تَسق

عَدوّاً وَلَم تَستَغنِ فَالمَوتُ أَروَحُ