لعمرك ما ميعاد عينيك والبكا

لَعَمرُكَ ما ميعادُ عَينَيكَ وَالبُكا

بِداراءَ إِلَّا أَن تَهُبَّ جنوبُ

أُعاشِرُ في داراءَ مَن لا أُحِبُّه

وَبِالرَّملِ مَهجورٌ إِلَيَّ حَبيبُ

إِذا راحَ رَكبٌ مُصعِدينَ فَقَلبُهُ

مَعَ الرَّائِحينَ المُصعِدينَ جَنيبُ

إِلى اللَّهِ أَشكو لا إِلى النَّاسِ أَنَّني

بِتَيماءَ تَيماءِ اليَهودِ غَريبُ

وَأَني بِتَهبابِ الرِّياحِ مُوَكَّلٌ

طَروبٌ إِذا هَبَّتْ عَلَيَّ جَنوبُ

وَإِن هَبَّ عُلْوِيُّ الرِّياحِ وَجَدتني

كَأَنّي لعلويّ الرِّياحِ نَسيبُ

وَإِنَّ الكَثِيبَ الفَردَ مِن جانِبِ الحِمى

إِلَيَّ وإِن لَم آتِهِ لحَبيبُ

وَلا خَيرَ في الدُّنيا إِذ أَنتَ لَم تَزُرْ

حَبيباً وَلَم يَطرَبْ إِلَيكَ حَبيبُ

وَكانَتْ رِياحُ الشامِ تكرَهُ مَرَّةً

فَقَد جَعَلَتْ تِلكَ الرِّياحُ تَطيبُ

هَنيئاً لِخوطٍ مِن بَشامٍ يُرفّه

إِلى بَرَدٍ شهدٌ بِهِنَّ مَشوبُ

بِما قَد تَسَقّى مِن سُلافٍ وَضَمّه

بنانٌ كَهُدّابِ الدّمَقسِ خَضيبُ

إِذا تَرَكتُ وَحشِيَّةَ النَجدِ لَم يَكُن

لِعَينَيكَ مِمَّا تَشكَوانِ طَبيبُ