أضوء بان أم طلع النهار

أَضوء بان أم طَلعَ النَهار

وَبَدر لاحَ فَانكَشَف الغُبار

وَبَرق مِن جِهات الغَرب أَضحى

مُضيئاً أَم كثيب فيهِ نار

نعم طلعت شُموس الفَضل صُبحاً

فَضاءَت مِن أَشعتها الدِّيار

وَأَنوار تَبَدَّت مِن وجوه

وَأَنواء بِها الركبان ساروا

نأوا عَنا فَفي الأَحشاء جمر

وَفي الأَجفان أَنهار غزار

وَكُنا عِندهُم ندعى كِباراً

فَنَحنُ لِطول غَيبتهم صغار

عَلانا بَعدهم نصب وَذل

وانعطاف وَازورار

أَنَنسى ودهم وَلَهُم عَلَينا

أَياد لا تقاومها البِحار

وَلَم أَنس الرَكائب حينَ سارَت

وَقَد ضعفت لِوَطأتِها القفار

وَقَد ضربَت عَلى سَلمان بَيتاً

دَعائمه السَماحة وَالفَخار

عباب لا تكدره العَطايا

عَزيز لا يُضام لَدَيهِ جار

غزير الفضل فياض جواد

وَيسر حينَ يفتقد اليسار

طويل المجد والأفضال لكن

أيادي من يناويه قصار

نَماه من بَني قَحطان شوس

مَصاليت لَهُم نور وَنار

فَسَل عَنهُ الحِجاز وَقاطِنيها

فَكَم فيهم عَطاياه تدار

فَلَولا راحتاه وَلا أُبالي

لَقَد بارت نَجائبهم وَباروا

فَما زالَت قَلائصه خفافاً

تَخب وَفي القفار لَها غبار

إِلى أَن شاهَدوا قَبراً مُنيراً

تحف بِهِ المَهابة وَالوَقار

تَدور هُنالك الأَملاك سراً

لأَن الهاشمي هُوَ المدار

ضَريح فاقَ كُرسياً وَعَرشاً

بِمَن فاقَت بِبعثته نِزار

فَقامَ بِقُربه سَلمان جَهراً

وَنَظم دُموعه فيهِ نثار

وَسَلم وَاستَكان وَبَث شَوقاً

وَوَجداً لا يخففه اِصطِبار

وَجاءَ إِلى رَفيق الغار مثن

عَلَيه فَيا لَهُ خل وَغار

وَسارَ إِلى أَبي حَفص وَحَيا

ضَريحاً لَم يَزَل فينا يُزار

وَلَما أَن قَضى وَطراً وَلاحَت

عَلَيهِ سَكينة فيها انكِسار

أَتى البَيت الحَرام وَما توانت

بِهِ الأَقدار إِذ شَط المزار

وَأَحرَم ثُم طافَ طَواف ركن

وَباتَ مُلَبياً وَلَهُ شِعار

أَتَم مَناسك النسكين حَتّى

رَمى الجَمرات وَاِنطَفَت الجمار

وَعَم نَواله حرماً وَحلاً

لَقَد حَيرتهم فَلِذاك حاروا

فَيا أَهلاً بِسيدنا وَسَهلاً

وَمَن طابَت بِمقدمه الديار

جَزاكَ اللَهُ في الدارين خَيراً

لأَنك بَعدَ والدك الخَيار

فَإِنَك حصننا مِن كُل عاد

وَأَنتَ لكسرنا أَبَداً جبار

فَلطف الهنا يَغشاك حَتّى

تَدوم لَكَ المَسَرة وَالفَخار