ألا يا نسيم الصبح كرر رسالة

أَلا يا نَسيم الصُبح كَرر رِسالة

لِسعدى وَبَلغ يا نَسيم سَلامها

تَجدها وَقَد أَضنى الرقاد جُفونها

وَأغمد في تلكَ العُيون حسامها

وَإِن جئتها فاعبث بعقرب صدغها

وَقَبل لَنا قَبل السلام لِثامها

وَمر عَلى تلكَ الثَنايا فَإِن لي

ثَلاثينَ يَوماً ما شَربت مدامها

وَشم لَنا وَرد الخُدود فَطالَما

شَمَمت بِأَنفي رندها وَبشامها

وَقُل إنَّني خَلفت خَلفي متيماً

بِأَحشائه الأَشواق توري ضرامها

يَقول وَقَد أَرخى الظَلام ستوره

وَشَد بِأَوتاد النُجوم خطامها

تَنامين وَالأَجفان مني قَريحة

تَصب عَلى سَفح الخُدود سجامها

وَلي مُهجة حر البعاد أَثابَها

وَضاعف شَوقي ضعفها وَسقامها

ذكرتك يا سعدى وَلِلقَلب لَوعة

إِذا رُمت أخفيها أَثارَت غَرامَها

وَعبرة مُشتاق أَضر بِهِ النَوى

فَهَل سَلسَبيل الثَغر يَطفي أوامها

أَما وَالَّذي قَد قَدر البُعد بَيننا

وَباعد عَني ربعها وَخيامها

لَفي طَي أَحشائي رَسيس محبة

بَرت يا لقَومي لحمها وَعِظامها

مَتى نَلتَقي لَيلاً وَتبرا جراحنا

وَنفتح عَن تلكَ الحُدود كمامها

وَأشرب مِن ذاكَ الرضاب وَأشتَفي

بِضَمة عطفيها وَأثني قوامها

وَأَرنو إِلى ذاكَ المُحيا وَحسنه

وَأسمع في ضمن العِتاب كَلامَها

رَعى اللَه روحي كَيف راحَت حَياتها

وَقَد شَرِبَت قَبل الحمام حمامها