أيا من فضله في الناس واف

أَيا من فَضله في الناس واف

وَماطر كَفه المَيمون وافر

وَغصن في رياض المَجد زاه

وَبَدر في صَميم الدَهر زاهر

وَنَجم في ظَلام الدَهر سار

وَنور في دَياجي الكَون سائر

وَبَحر سيبه في الناس جار

وَعَدل كَفه في المال جائر

وَيا من وَجهه بِالعُرف باه

وَريا جوده للمسك باهر

وَمن أَفضاله للبر جاب

وَغَيث نَواله للكسر جابر

كَفاكَ اللَه رَبي خَير كاف

مِن الخب اللَئيم وَكُل كافر

وَلا زالَ الجَمال عَلَيك ضاف

وَسَيفك في رِقاب عِداكَ ظافر

فَإنك منتم لأسود غاب

جَواد كَمالهم في السَبق غابر

وَحَقك إِنَّني للقاك صاب

نَعم وَعَلى عَذاب البُعد صابر

وَلي حُب قَديم غَير طار

وَقَلب في نَواحي الشَوق طائر

أتحسبه لِطول البُعد قاس

وَفيهِ مِن الهَوى وَاللَه قاسر

لَهُ مِن حبكم أَقوى مزاج

وَعَن تَرك الصَبابة خَير زاجر

فَصل عَبداً إِلى لُقياك ساه

حَليف الوَجد في الظَلماء ساهر

وَشرفنا بِأَحمَد خَير كاس

أشم الأَنف وَالعرنين كاسر

وَزند في الجَلالة غَير كاب

نَماه إِلى المَعارف كُل كابر

وَعج بِالجانب الغَربي دار

بِها فلك الهَنا وَالسَعد دائر

وَقُم بِالكَرخ إِن الماء صاف

وَطَير الأنس في الجنات صافر

وَزُر داري بياسين وَصاد

لترجع بِالهَنا وَالأَجر صادر

فَناري يا ابن يوسف خَير نار

وَرَوضي بِالهُدى وَالعلم نائر

فَلا زالَ الفخار عَلَيك هام

وَفَوقَ مَحلك الإقبال هامر

وَعمرك لَم يَزل بالعز باق

وَذهنك ثاقب للعلم باقر

لِتدرك من عَدوك كُل ثار

فَيُمسي رَأسه في الترب ثائر