اقطع بذهنك قطع الصارم الذكر

اقطع بذهنك قطع الصارم الذكر

وَ سر بِرَأيك سير الشَمس وَالقَمَر

وَقُم خَطيباً بِسَيف العَقل مُعتَمِداً

فَإِن في العَقل ما يغني عن الزبر

حَد اليَراعة حَد السَيف إِن وضعت

في كَف مُختَرع الآراء مبتكر

وَالخَط كَالعامل الخَطي إِن نقشت

حُروفه بيد الأَشراف مِن مضر

وَكَم كِتاب إِذا ما فك طابعه

فل الكَتائب مِن بَدو وَمِن حَضَر

يا صاحب القَلم الأَعلى الَّذي سعدت

بِهِ المُلوك فَأَغناهُم عَن السمر

جَعَلته سَيف مَولانا الرضا عمر

لِذاك سَميتهُ بِالصارم العمري

يَجري بِما شاءَ عَن حُكم وَعن حكم

فَيَأخذ الناس عَن خَوف وَعَن حَذَر

ما كُنت أَحسب أَن الفَضل في بشر

حَتّى رَأَيتك يا ابن السادة الغرر

وَما علمت بِأَن الخَط غايته

قَط القُلوب وَقَطع الفاجر الأشر

حَتّى سَمعت صَرير الطرس مِن قَلَم

يلقي المَهابة بَينَ السَمع وَالبَصَر

يَمج تبراً عَلى وَجه الصحيفة بَل

دراً يَفوق عَلى الدري وَالدرر

في كُل ذَرة لَفظ درة نثرت

فَأَصبَحَت بَينَ مَنظوم وَمنتثر

كَأَنَّهُ جَدول يَفتر عَن درر

مِن بَحر علم فَيلقيها عَلى الأَثَر

طالَ ارتفاعك في أَوج الكَمال فَطل

عَلى قَرينك وَاعرف لذة الظفر

جئت المَعارف إِذ كانَت لَكُم قَدراً

كَما أَتى رَبه موسى عَلى قَدَر

إِذا رَأَتك المَعالي قالَ قائلها

تَبارك اللَهُ ما هَذا مِن البَشَر

يا أَسعَد الناس خُذ مني محيرة

تَميس كَالخود بَينَ الحبر وَالحبر

قَصيرة المَدح قَد طالَت بِكُم فَغَدَت

طَويلة الباع عَن شين وَعَن قصر

تَقول إِن قرئت يَوماً لِسَيدها

اقطع بذهنك قَطع الصارم الذكر