تبدت فلاح البدر من داخل البرد

تَبدت فَلاح البَدر مِن داخل البَرد

وَفاهَت فَأَضحى الدر مُنتَشر العقد

وَمرت كَما مَر النَسيم فَلو رَنا

إِلَيها صَحيح القَلب ماتَ مِن الوَجد

وَطارَ بِها ريح الصبا فَتَأودَت

وَمالَت كَما مالَ القَضيب مِن الرند

وَمن عجبي أن الكَريمة تَنتَمي

إِلى الترك وَالأَلحاظ تعزى إِلى الهند

رَوى سلطها عَن طَلعة الفَجر غرة

وَحمرة ذاكَ الخَد عَن حُمرة الوَرد

وَحَدثنا ذاكَ الرضاب عَن اللَمى

وَابريق ذاكَ الجيد عَن بيضة النهد

وَلَم أَدرِ قَبل الحُب نَجلاء طفلة

تَصيد فُؤاد اللَيث وَالأسد الوَرد

وَلَما رَأتني في المَدائن فاغراً

فمي نَحوَها وَالدمع قَد سال عَن خَدي

رَمَتني فَما أَخطَت وَمرت فَما انثَنَت

فَقُلت وَقَلبي ذاب مِن شدة الوَقد

خُذوا بِدَمي مِن ذا الغَزال فَإِنَّه

رَماني بِسَهمي مقتليه عَلى عَمد

وَلا تَقتلوه إِنَّني أنا عبده

وَفي مذهَبي لا يقتل الحر بِالعَبد

رَعى اللَه أَياماً تَقضت وَساعة

لسارقها وَالعَقل ضل عَن الرُشد

وَدون حماها كُل أَصيد باسل

يَصول بِأَقوام قساورة مرد

أَقول لِمَن تلكَ القِباب مكنياً

كَذاكر سَلمى وَالضَمير إِلى هند

فَقَيل لأَقوام هم الأنف في الوَرى

وَجمجمة الأَشراف في العز وَالمَجد

مُلوك مِن الأَتراك صينت رباعهم

بسمر القنا الخطي وَالصارم الهندي

مِن النفر الشم العَرانين إِن سَطوا

أَبادوا وَإِن جادوا فَكَالوابل المجدي

فَقُلت لَقَد خاطرت يا نَفس بِالحشا

وَبعت عَلى الأَتراك قَلباً بلا نقد

أَتَرجو الثُرَيا يا سهيل وَلَم تَزل

تَروم الشفا وَالبرء مِن شفة الأسد

فَقالَت صه ما لي أَراك أَخا العُلى

قَدحت وَما أوريت يا بارد الزند

وأَنتَ يَماني الأُصول وَيانع ال

فُروع وَزاكي الأُم وَالأَب وَالجد

وَأَنت إِذا داعي الأَكارم قَد دَعا

دعيت بِماضي الحَد وَالعلم الفَرد

وَإِنَّك مَأمون البَوايق أَبلج

وَإنَّك بَين السمط وَاسطة العقد

وَما فيك غَير الفقر عيب وَإِنما

يُعاب الفَتى لُؤماً وَلَو كان ذا جد

وَلا شَك أن المال عاد وَرائح

وَان فخار المال مِن شيمة الوَغد

فَقُم وَادع للأَمر الخَطير أَخا العُلى

وَلذ بِكَريم الأَصل مِن سالف العَهد

فَتى جاد بِالأَموال وَهيَ غَزيرة

وَبَث النَدى وَالعرف في القُرب وَالبُعد

كَريم مَتى أَمدحه أَمدحه وَالوَرى

مَعي وَإِذا ما لمته لمته وَحدي

أَتانا على شَوق إِلَيهِ وَجاءَنا

عَلى قدر من غَير شَرط وَلا وَعد

بَشيراً بِمَولانا بَشيراً وَانَّها

بَشائر لِلأَرواح أَحلى مِن القند

فَيا مَرحَباً بِاللَيث جاء مسربلاً

وَيا مرحباً بِالسَيف سل عَن الغَمد

وَيا مَرحباً بالبَدرِ غَير مبرقع

وَيا مرحباً بالغَيثِ والجودِ والرفد

وَيا مَرحباً بِالجود وَالسؤدد الَّذي

أَناف بِهِ حَقاً عَلى كُل ذي مجد

فَخُذها فَقَد جاءَتكَ بكراً فَريدة

رَقت منبر الأَفراح في طالع السعد

أَنتَ بِأَحاديث الصبابة تَشتَكي

فَقَد تَنفع الشَكوى إِلى كُل ذي ود

أَلا فارث لي في محنَتي يا ابن يوسف

فَقَد ذُبت مِن فرط الصَبابة وَالوَجد