رياض عليها جوهر الطل ينثر

رِياض عَلَيها جَوهر الطل ينثر

تَبث أَحاديث الغَرام وَتنشر

إِذا ما ثَنى ريح الشَمال غُصونها

تَوهمتها قامات غيد تكسر

وَإِن نامَ فيها النَرجس الغض خلته

عُيوناً يرام الفَتح مِنها فَتكسر

وَما الوَرد إِلا وجنة عندمية

يَروق بِها خَد مِن القان أَحمَر

وَما أُكر الرُمان في أَصله سوى

نُهود عَلَيها حالك الشعر ينثر

تَيقنت أن الخَمر مِن ماء كرمها

رضاب بِهِ يَصحو الفُؤاد وَيسكر

وَما الطلع إِلا عقد در بخاتم

وَلَكن ذا نبت وَذَلِكَ جَوهر

وَما العارِض الوَسمي مُذ زارَها سوى

عَطايا حُسين كُلَما شئت تمطر

سَليل كِرام إِن جَرى البَحر زاخِراً

فَبحر أَياديهم أَجل وَأَكثر

غَطارف ضَرابون هبراً عَلى الطلى

إِذا ما اِشمَأز المارِد المُتَجبر

نَشا بَينهم تَغذوه طيب عَناصر

فَأَصبَح غُصناً لِلنَدى وَهوَ مثمر

تَهَذب مِن قبل الفِطام وَقَد زَكَت

خَلائفه للعرض مسك وَعَنبر

إِذا ما رَأَيناه رَأَينا جُدوده

وَإِن سلَفوا وَالشَيء بِالشَيء يُذكر

وَإن شاقنا مِنهُ زيارة والد

لَهُ يكفنا مِنهُ اجتماع وَمحضر

أَبوه أَبى أَن يَلحق اللؤم عرضه

فَما هُوَ إِلا سَيف مجد مجوهر

لَهُ عزمات يعلم الدَهر أَنَّها

مَواضي قَضاء حَدها لَيسَ يكسر

وَكف تكف الحادِثات إِذ دَحَت

وَيَهلك فيها البخل وَالجود ينصر

أَقام بِدار الخشخشية صارِماً

بِهِ اللَه يَقضي ما يَشاء وَيقدر

فَخذ يا حسين الشَهم مني خَريدة

تزف إِلى أَبوابكم وَتعطر

فَعش سالِماً وَاشرب سلافة ثَغرها

فَإِن لماها للمحبين كَوثر