فأنت النير الأعلى

فَأَنتَ النير الأَعلى

وَأَنتَ المنهل الأَحلى

عليك اللَه قَد صَلى

وَنَحنُ بَعد صَلَينا

بِكَ الأَفراح قَد تَمت

بِكَ الخَيرات قَد عَمَت

جُيوش الشرك قَد غمَت

ففرقنا وَأَجلينا

بِروحي أَنت يا طَه

لَقَد فُقت الوَرى جاها

بِكَ الرَحمَن قَد باهى

فَحُزت الفَخر وَالزينا

ألا يا طيبة الهادي

غَرامي نَحوكُم بادي

إِذا ما صوت الحادي

مِن الأَجفان سحينا

عَلى سلع غَدا دَمعي

شَبيه الطل في الزَرع

فَهَل يا لَيلة الجَمع

نَرى الهادي حَوالينا

خُذوا قَلبي مَع الرَكب

وَخلوني بِلا قَلب

فَدَمعي زاد بِالصب

وَأَفنى الجفن وَالعَينا

خُذوني لِلنَبي الأَوحَد

وَداووا جفني الأَرمَد

فَقَد أَصبَحت كَالمقعد

وَبِالأَحزان أَمسَينا

نَبي قَد سَما فَضلاً

وَحازَ القُرب وَالوَصلا

أَننسى حُبه كَلا

وَبِالأَشواق جَنينا

نبي قَدره قَد جل

وَحازَ المَنهج الأَفضَل

فَذاكَ المُصطَفى المُرسل

بِهِ وَاللَه عزينا

رَسول خَص بِالقُرب

وَبِالأفضال مِن ربي

فَبح لي نَحوَه عج بي

إِذا للسَعد وافينا

جَلا بِالنجم وَالطَور

ظَلام الكُفر وَالزور

بَهي مُشرق النور

وَلَولاه لضلينا

لسكان النَقا وَالبان

سهادي في جُفوني بان

فَأَين الصَبر وَالسُلوان

وَللسلوان عادينا

مَتى يا ساكِني نَجد

أطفي عِندكُم وَجدي

دُموعي أَحرَقَت خَدي

وَبِالأَشواق حلينا

أَلا يا غادياً يسري

إِلى قَبر النَبي الطهر

إِذا ما جئت لِلقَبر

فَقُم واستعمل اللينا

وَسَلم لي عَلى أَحمَد

سَلاماً قَط لا ينحد

وَقُل يا أَيُّها الأَوحَد

حسين يَشتَكي البينا

فَهَل مِن نَظرة تبري

سقاماً حَلَ في صَدري

فَذَنبي جَل عَن حَصر

فَأد الرهن وَالدينا

وَقف أَيضاً بِلا مين

وَحيي ثاني اِثنين

فَلَو أَمشي عَلى عَيني

إِلَيهِ ما تَوانينا

وَسَلم أَيُّها المسعد

عَلى الفاروق ذي السُؤدد

بِهِ الرَحمَن قَد شيد

بِناء الحَق وَالدينا

عَلَيهم رَبنا صَلى

وَمِنهُم زادَنا فَضلا

بِهم نَرجو غَدا الوَصلا

وَإِن صُمنا وَصَلَينا