قصر عليه رواق العز مقصور

قَصر عَلَيهِ رواق العز مَقصور

وَصارم النَصر في أَعلاه مَشهور

قَد أَشرَقَت في الجِهات الست قُبته

كَأَنَّما هِيَ نور فَوقَهُ نور

بُرج بِهِ قَمَر الأَفراح مُرتَفع

حَكَت لَنا عَنهُ جامات وَبَلور

تَأَرج الطيب مِن ذاكَ الجِدار فَلا

تَعجب فَفيهِ نثار المسك مَنثور

تكللت حَولهُ الأَشجار وَاختَلَفَت

فَالبَعض وَالبَعض مَرفوع وَمَجرور

وَخَيم الزهر في أَطرافه فَغَدا

كَالبَدر وَالرَوض في أَعلاه ديجور

وَالنَرجس الغض يَرنو نَحوَ ناظره

وَيَفتح الجفن مِنهُ وَهوَ مَكسور

وَوَردة الجوري قالَت وَهيَ صامتة

لِسائر الوَرد إِن جارَ الهَوى جوروا

وَالطَير يَصدح وَالأنغام قائِمَة

وَالعَندَليب لَهُ رَجع وَتَكرير

لِلّه درك يا هَذا الهزار فَقَد

غَنى لِصَوتك سنطير وَطَنبور

أَصبَحت مُنبسِطاً إِذ أَنتَ مُرتَفع

تِجاه قُبة عَبد اللَه مَسرور

ذاكَ الَّذي عَز مِقداراً فَلَيسَ لَهُ

في العَصر شبه وَتَمثيل وَتَنظير

غَيث وَما الغَيث إِلا مِن أَنامله

لَيث وَما اللَيث إِلا مِنهُ مَذعور

لا يَألف الذهب المَضروب راحته

لأَنَّهُ للَذي يَرجوه اكسير

يا صاحب القُبة العَلياء وَالشَرَف ال

لَذي عَلى شُرفات العز مَسطور

أَنتَ المَليك الَّذي لَولاه ما بنيت

تَقاعد الفَضل وَالشم المَشاهير

وَنير المَجد لا يخفى عَلى أَحَد

إِلا إِذا نَظر العُميان وَالعور

لا بَأس إِن عبث الكَلب العَقور بِكُم

فَالبَدر يَنبحه كَلب وَخنزير

يُريد يُطفئ نور اللَه مِن حَسد

وَحيطة اللَه مِن أَطرافه سور

فَابشر فَإِنَّك مَرفوع اللِواء عَلى

الجَوزاء وَالحاسد المَمقوت مَنحور