مضت سعدى فقلت لها أقيمي

مَضَت سعدى فَقُلت لَها أَقيمي

فَكَم في البَين مِن قَلب كَليم

أَقيمي للنواح وَساعِدينا

عَلى حُزن بِأَحشانا مُقيم

أَما تَدرين يا سعدى بِبَدر

بَدا في ذروة المَجد الصَميم

فَغالته اللَيالي بَعدَ تم

وَإشراق مِن الوَجه الوَسيم

لحاها اللَه مِن نوب صعاب

مَشَت في غَير نَهج مُستَقيم

أَتَت شَططاً فَما تَرَكَت سُروراً

وَقَد رَتَعَت بمرتعها الوَخيم

أَلَم تَعلم بِأَي حمى أَناخَت

وَقَد فَتَكَت بِأَي فَتى عَظيم

هَوى النَجم الَّذي ما زالَ يَعلو

وَيطلع في ذُرى الفَضل القَديم

مَضى فَغَدَت جِهات القَلب سوداً

كَأَن بِفوده نار الجَحيم

مَحاسن في الثَرى غابَت فَأَضحت

بطون الترب مِنها في نَعيم

وَأَفعال بِها تَسمو المَعالي

جَرى فيها عَلى نَهج قَويم

تورثها لآباء كِرام

وَطيب عَناصر وَزكاء خيم

سَنَبكي صالِحاً بِفُؤاد حُزن

وَدَمع مِن نَواظرنا سَجيم

وَما يُجدي البُكاء عَلى فَقيد

وَما يغني النواح عَلى عَديم

وَلَكن حرقة في الصَدر تَجري

عصارتها مِن القَلب السَقيم

فَلا زالت سجال العَفو تهمي

عَلَيهِ مِن نَدى رَب كَريم

أَلا من مبلغ عَنا أباه

خَليلاً فَهوَ ذو قَلب سَليم

تَصبر وَاحتسب لِلّه شبلاً

أَناخَ بِمربع الرَب العَليم

وَكُن بِالأَجر مُغتبطاً معافى

وَإِن أَصبَحت في خَطبٍ جَسيم

حَباكَ اللَه في الدارين فَضلاً

وَلُطفاً مِن لدن صَمَد حَليم

لَهُ الغُفران في التاريخ زاد

يُبشره بِجَنات النَعيم