يا خير من حل في حل وفي حرم

يا خَير مَن حلّ في حلٍّ وَفي حَرَم

وَمَن سَما الخَلق في جود وَفي كَرَم

فَكَم بَدا لَك مِن عزٍّ وَمِن حشم

وَيَوم مَكة إِذ أشرفت مِن أُمم

يَضيق عَنها فجاج الوَعث وَالسَهل

طَوائف خضعت شم الأُنوف لَها

وسادة مَن رَآها عَن حجاء لَها

أَعلامها زانَها يَوم الكِفاح بِها

خَوافق ضاقَ ذرع الخافِقين لَها

في قائم مِن عجاج الخَيل وَالإبل

كَتائب رَوَت الأَخبار عَن كتب

وَقادة قادَها للحرب خَير بَني

لَم يعيها الشَد في أَخذ وَفي طَلَب

وَجَحفل قَذف الأَرجاء ذي لجب

عَرَمرم كَزهاء اللَيل منسدل

اللَه بِالنَصر وَالتَوفيق يكرمهم

وَفي مَضايقهم لا شَك يَرحمهُم

وَكَيفَ يخزيهم المَولى وَيحرمهم

وَأَنتَ صَلى عَلَيك اللَه تقدمهم

في بَهو إشراق نور مِنك مُكتمل

مُسَربلاً بِدُروع العز مُحتبيا

كَأَنك الضيغم الرئبال مُنتَصبا

وَأَنتَ يا مَن سَما الأَعجام وَالعربا

تُنير فَوق أَغر الوَجه مُنتَجِبا

مُتَوجاً بعَزيز النَصر مُقتبل

أَضحى بِكَ الدين مَختوماً وَمُبتَديا

وَقائم الشرك أَضحى مِنكَ منحنيا

كَأَنَّني بِكَ لا مَولاي مُحتبيا

تَسمو أمام جُنود اللَه مُرتَديا

ثَوب الوَقار لأَمر اللَه مُمتثل

سَكينة اللَه يا هادي عَلَيكَ همت

وَمِنكَ شَمس المَعالي في الوَرى وَسمت

وَحينَ صفت جُنود اللَه وَانتَظَمت

خشعت تَحت بَهاء العز حينَ سَمَت

بِكَ المَهابة فعل الخاضع الوَجل

منحت مَكة يَوم الفَتح وَالحرما

بوطئ نَعلك يا مَن بِالفَخار سَما

وَالبَيت قَد كانَ يَبكي قَبل ذاكَ دَما

وَقَد تَباشر أَملاك السَماء بِما

مَلَكت إِذ نلت مِنهُ غاية الأَمل

أتيت أَعداد دين اللَه خَير تَقي

بِما يَفوق عَلى الطُوفان وَالغَرَق

فَمِن جُنودك حزب الشرق في أَرق

وَالأَرض تَرجف مِن زَهو وَمِن فَرق

وَالجَو يَزهو إِشراقاً مِن الجَذل

لَكَ المُلوك أَقَرت في أَسرتها

وَقادة الملك قيدت في أَزمتها

وَجملة النَصر قَد جاءَت برمتها

وَالخَيل تَختال زَهواً في أعنتها

وَالعيس يَنسال زَهواً في ثنى الجَدل