أحبب الي بنهر معقل الذي

أحبِب اليَّ بنهر مَعقِلٍ الذي

فيه لقلبي من همومي مَعقِلُ

عذبٌ إذا ما عَبَّ فيه ناهلٌ

فكأنّه في ريق حِبٍّ ينهل

متسلسل وكأنه لصفائه

دمعٌ بخدَّي كاعبٍ يتسلسل

وإذا الرياحُ جَرَينَ فوق مُتُونه

فكأنه دِرعٌ جَلاها صَيقَلُ

وكأنّ دجلَةَ إذ يغطمط مَوجَها

ملك يُعَظَّم خيفةً ويُبَجَّل

وكأنّها ياقوتة أو أعين

زرق تلائم بينها وتوصل

عذبت فما تدري أماء ماؤها

عند المذاقة أم رحيق سلسل

ولها بمدٍّ بعد جَزر ذاهب

جيشان يدبِرُ ذا وهذا يُقبل

وإذا نظرت إلى الأبُلَّةِ خِلتَها

من جنة الفردوس حين تُخَيَّلُ

كم منزلٍ في نهرها آل السرو

ر بأنّه في غيره لا يَنزِلُ

وكأنّما تلك القصورُ عرائسٌ

والروض فيه حُلِيُّ خَودٍ تَرفُلُ

غَنَّت قِيانُ الطيرِ في أرجائها

هَزَجا يَقِلُّ له الثقيلُ الاولُ

وتعانقت تلك الغصونُ فأذكرت

يومَ الوداع وعِيرُهم يترحل

رَبَعَ الربيعُ به فحاكت كَفُّهُ

حُلَلاً بها عُقَدُ الهموم تحلّلُ

فمدبَّجٌ وموشَّحٌ ومُدَثَّر

ومُعَمَّدٌ ومُحَبَّرٌ ومهلَّلُ

فتخال ذا عيناً وذا ثغراً وذا

خدّاً يُعضَّضُ مرةً ويُقَبّل