أعيني مهلا طالما لم أقل مهلا

أعينَيَّ مَهلاً طالما لم أَقُل مَهلا

وما سَرَفاً مِ الآنَ قلتُ ولا جَهلا

وإنّ صِبا ابنِ الأربعينَ سفاهةٌ

فكيف مع اللائي مُثِلتُ بها مَثلا

عواكِفَ بالبيتِ الحرامِ ورُبَّما

رأيتَ عيونَ القوم من نحوها نُجلا

يقولُ لي المفتي وهُنَّ عَشيَّةً

بمكَةَ يَسحَبنَ المهَدَّبَةَ السُّحلا

تَقِ اللهَ لا تنظر إِليهنَّ يا فتى

وما خِلتُني في الحجِ مُلتَمِساً وَصلا

وواللهِ لا أَنسى وإن شَطَّت النَّوى

عرانينَهُنَّ الشُّمَّ والأعينَ النُّجلا

ولا المِسكَ من اعرافِهِنَّ ولا البُرى

جواعِلَ في أوساطِها قَصَباً خَدلا

خليليَّ لولا اللهُ ما قلتُ مَرحَبا

لأوَّلِ شَيباتٍ طَلَعنَ ولا أَهلا

خليلَيَّ إنّ الشيبَ داءٌ كَرِهتُهُ

فما أحسنَ المرعى وما أَقبَحَ المحلا

ومن أعجب الدنيا إِليَّ زُجاجةٌ

تَظَلُّ أيادي المنتشِينَ بها فُتلا

يَصُبّونَ فيها من كُرومٍ سُلافةً

يروحُ الفتى عنها كأنّ به خَبلا