ديار الحي تضربها الطلال

ديارُ الحيِّ تَضرِبُها الطِّلالُ

من الخافي بها أَهلٌ ومالُ

وأجذَمَ ذَبُّها عَوداً وبَدءاً

بدَفَّيهِ تَعَبقَرَتِ السِّخالُ

بها الفُدُرُ الرِّيادُ وكلُّ هِقل

كبيتِ الرُّفقَةِ احترقوا فقالوا

أما ومُعَلِّمِ التوراةِ موسى

ومَن صلَّى وصامَ له بِلالٌ

لقد كانَت تَوَدُّكَ أُمُّ عَممروٍ

بذاتِ الصَّدرِ إذ نُسِيَ الخِلالُ

وبَيض يجعلونَ الهامَ فيها

إِذا ابيضَّت من الخلل النِّصالُ

ولمّا ان دَعَوا كعباً وقالوا

نَزَالِ وعادةٌ لهُمُ نزالِ

أتانا بالعقيقِ صريخُ كَعبٍ

فَحَنَّ النَّبعُ والأَسَلُ النِّهالُ

ثلاثاً ثُمَّ وَجَّهنا إلَيهِم

رَحىً للموتِ ليس لها ثِفالُ

وحالَفنا السيوفَ وصافِناتٍ

سواءٌ هُنَّ فينا والعِيالُ

بناتُ بناتِ أَعوَجَ طامِحاتٍ

مدى الأبصارِ جِلَّتُها الفِحالُ

شعيرٌ زادُها وفتيتُ قَتٍّ

ومن ماءِ الحديدِ لها نِعالُ

وكَردَسَتِ الحريشُ فعارضُونا

بخَيلٍ في فوارِسِها اختِيالُ

وسالت من أباطِحِها قُشَيرٌ

بِمِثلِ أَتِيِّ بِيشَة حين سَالوا

نقودُ الخيلَ كُلَّ أَشَقَّ نَهدٍ

وكلَّ طِمِرَّةٍ فيها اعتدالُ

تكادُ الجِنُّ بالغَدَواتِ منَّا

إِذا اصطَفَّت كتائِبُنا تُهالُ

فَبتنَ على العُسَيلَةِ مُمسكاتٍ

لَهُنَّ غُدَيَّةً رَهَجٌ جُفالُ

فلمَّا شَقَّ أَبيَضُ ذو حَواشٍ

له حالٌ وللظلماءِ حالُ

صبحناهُم نواصِيَهُن شُعثاً

بِهِنَّ حرارةٌ وبنا اغتِلالُ

فلمّا جُحدِلَت مِئتانِ منهم

وَفرَّ حنانُهُم عنهم فزالوا

وصاروا بينَ مُمتَنٍّ عليهِ

ومنصوبٍ له جِذعٌ طُوَالُ

تُكَفِّنُهُم حَنِيفَةُ بعد حَولٍ

وكيفَ يُكَفَّنُونَ وقد أَحالوا

أمِنكُم يا حنيفَ نَعَم لَعَمرِي

لِحىً مَخضوبَةٌ ودَمٌ سِجَالُ

ولولا الرِّيحُ أَسمَعَ أَهلَ حَجرٍ

صِياحَ البَيضِ تَقَرَعُها النِّصالُ

كأنّ الخيل طالِعَةً عليهم

بفُرسانِ الصَّباحِ قَطاً رِعالُ